Page 410 - 2015-37

‫‪ – 3‬حركات اإسام السياسي هي حركات عابرة للحدود ‪ ،‬فبعض هذه الحركات‬
‫تعمل عبر حدود أكثر من دولة ‪ ،‬كما أن مثل هذه الحركات تضم في صفوفها‬
‫أحيانـاً أعضاء مـن دول أخــرى ‪ ،‬فـالمــاحظ مثاً أن حركة بوكو حرام‬
‫‪ -‬ذات المنشأ النيجيري والتي مركزها نيجيريا أيضاً ‪ -‬تعمل في أطراف‬
‫الكمرون وتشاد والنيجر ‪ ،‬كما استطاعت حركة القاعدة في باد المغرب‬
‫العربي [‪ ]Al Qaeda in the Islamic Maghreb AQIM‬أن تجد لها قواعد‬
‫للعمل في مالي والنيجر وليبيا ‪ ،‬وتشير مصادر إلى أن حركة القوى الوطنية في‬
‫أوغندا تقوم بتنسيق بعض نشاطاتها مع حركات أخرى في المنطقة مثل حركة‬
‫شباب المجاهدين(‪ ،)22‬من ناحية أخرى فإن نحو ‪ 25‬فرد من أكثر المطلوبين‬
‫لدى البوليس ااتحادي اأمريكي يتوزع نصفهم في القارة اأفريقية بسبب‬
‫مهاجمتهم لمصالح تابعة للوايات المتحدة اأمريكية(‪ .)23‬من ناحية أخرى فإن‬
‫بعض هذه الحركات تحمل إيديولوجيا تقوم على إقامة دولة خافة وا تعترف‬
‫بالحدود والدول القائمة وا بالتنوع الديني القائم على اأرض ‪ ،‬واأمر الخطير‬
‫في هذا الشأن أن هذه الحركات العابرة للحدود تمتلك اإصرار واإمكانيات‬
‫والدعم والتدريب الذي يمكن أن يقدم لها من أماكن أخرى وحركات مشابهة‬

‫لتحقيق أهدافها(‪.)24‬‬

‫‪ – 4‬تنشط حركات اإسام السياسي في الدول الهشة ‪ ، Fragile States‬أي تلك‬
‫التي تعاني من سلطة مركزية ضعيفة وأوضاع اقتصادية سيئة ‪ ،‬فالبعض‬
‫مثاً يرى أن التطرف اإسامي يترعرع في ظل البيئة الفقيرة ‪ ،‬ويصبح‬
‫اأفراد أكثر التصاقاً بالدين حين تعجز الدولة عن توفير ااحتياجات والخدمات‬
‫الضرورية فالدين قد يوفر مثل هذه الضروريات(‪ ،)25‬أو هكذا يسود ااعتقاد‪،‬‬

‫وفي هذه الفئة تأتي مجموعة من الدول ومنها ‪:‬‬

‫أ – مالي ‪ :‬تعاني مالي من سلطة مركزية هشة ‪ ،‬وانقسام جغرافي عرقي‬
‫حيث الطوارق والعرب المهمشين في الشمال وغالبية زنجية حاكمة ومسيطرة‬

‫‪- 405 -‬‬