Page 417 - 2015-37

‫غير المشروع عن المعادن في تلك المنطقة(‪ ،)42‬ورغم العدد القليل من المنتمين‬
‫لهذه الحركة (‪ )1200‬فإن وجود مثل هذه الحركات في دولة علمانية يشكل‬
‫فيها المسلمون أقلية يدل على أن خطر حركات اإسام السياسي ليس مقصوراً‬

‫على الدول اإسامية بل قد يطال الدول التي فيها أقليات إسامية ‪.‬‬

‫بالتوازي مع ظهور حركات اإسام السياسي في الصومال كانت القاعدة‬
‫تعمل على زرع خاياها في دول أفريقية في شرق أفريقيا ‪ ،‬كما حدث خال‬
‫تسعينيات القرن الماضي حين قام تنظيم القاعدة بزرع خايا له وتنفيذ عمليات‬
‫إرهابية ضد السفارتين اأمريكيتين في نيروبي ودار السام عام ‪، 1998‬‬
‫وياحظ أن التخطيط لهاتين العمليتين قد تم في الخارج إا أن بعض عناصرها‬

‫من الداخل إضافة لخايا الداخل هي التي نفذتهما(‪. )43‬‬

‫‪ – 2‬أبرز حركات اإسام السياسي في غرب أفريقيا ‪ :‬معظم المسلمين في غرب أفريقيا هم‬
‫من أتباع اإسام السني الصوفي الذي يطبع حياتهم‪ ،‬ويتميز هؤاء بالتسامح‬
‫مع اأديان اأخرى وعدم الخلط بين اإسام كعقيدة والسياسة(‪ ،)44‬عند الحديث‬
‫عن أبرز حركات اإسام السياسي تبرز إلى اأذهان حركة بوكو حرام في‬
‫نيجيريا ‪ ،‬فهذه الحركة مارست نشاط عنفي كبير في نيجيريا وعلى أطراف‬
‫بعض الدول المجاورة (الكمرون وتشاد والنيجر) ‪ ،‬لكن هذه الحركة ليست‬
‫اأولى في نيجيريا فقد ظهرت بعض حركات اإسام السياسي في السابق‬
‫منها حركة مايتاتسين ‪( Maitatsine‬اللعنة بلغة الهوسا) التي أسسها محمد‬
‫مروة ‪ Mohammed Marwa‬في مطلع الستينيات ‪ ،‬ونفذت الحركة في الفترة‬
‫ما بين ‪ 1980‬إلى ‪ 1985‬أعمال عنف في مدينة كانو وشمال شرق نيجيريا‬
‫تدخلت فيها الشرطة والجيش وراح ضحيتها حسب اإحصائيات الرسمية‬
‫‪ 4177‬قتيل(‪ )45‬من المسلمين وغير المسلمين من الرجال والنساء واأطفال‬
‫دون تمييز بما فيهم مؤسس الحركة نفسه ‪ ،‬وقد أثير جدال حول هذه الحركة‬
‫لجهة قتلها حتى المسلمين ‪ ،‬ويقال أن جذورها تعود إلى زمن المقاومة ضد‬

‫‪- 412 -‬‬