Page 420 - 2015-37
P. 420
طابعاً دولياً بعد أحداث 11سبتمبر ،وكان أفريقيا جنوب الصحراء مكانة على
اأجندة الدولية لمكافحة اارهاب .
تشكل الصومال حالة متميزة في الحرب على حركات اإسام السياسي
المتطرفة ،فهي من جهة عانت لسنوات طويلة من هذه الحركات وممارساتها
اإرهابية ،من ناحية أخرى شهدت الصومال تدخل خارجي من دول الجوار أو من
خارج القارة اأفريقية لمحاربة الحركات المتطرفة ،فقد طالت اأعمال اإرهابية
كثير من دول العالم المجاورة وغير المجاورة ،حيث نفذت الحركات المتطرفة
في الصومال عمليات القرصنة البحرية التي طالت الكثير من السفن التجارية في
المحيط الهندي ،إضافة إلى اختطاف اأجانب من دبلوماسيين ومنظمات مجتمع
مدني(.)54
في مالي تم تشكيل قوة أفريقية ( )AFISMAبتأييد من مجلس اأمن وساهمت
فيها بعض الدول المجاورة لمالي للقضاء على تنظيم القوات اإساميةIslamist
forcesالتي هيمنت على شمال الباد ،لكن الجهد الحربي الرئيسي والحاسم تمثل
في التدخل العسكري الفرنسي ،فقد شعرت فرنسا بالخطر الذي يتهدد مصالحها
في مستعمراتها في غرب أفريقيا نتيجة انتشار الحركات اإسامية المتطرفة ،وتم
القضاء على هذه الحركة ،وهو ما حدث في جمهورية أفريقيا الوسطى فقد تأسست
قوة تدخل لوقف ااقتتالAfrican-led International Support Mission to the
)Central African Republic )MISCAإا أن الدور الحاسم كان للتدخل الفرنسي
في الباد(. )55
لكن فيما يرى الكثيرون أن الحرب على اإرهاب قد تحقق تقدماً في القضاء
على الحركات المتطرفة اإسامية فإن هذه الحرب نفسها قد تدفع لظهور المزيد من
التطرف والحركات المتطرفة ،ويعود ذلك ازدواج المعايير في محاربة اإرهاب
وربطه باإسام ،مما ُيحدث ردود فعل وظهور المزيد من الحركات اإسامية
المتطرفة ،وانخراط المحبطين والمهمشين والناقمين فيها .
- 415 -