Page 422 - 2015-37
P. 422

‫تاريخ وثقافة ومكونات اجتماعية واحدة ‪ ،‬كما أن النيجر المجاورة لمالي‬
‫ونيجيريا وليبيا ‪ -‬وهي دول تحوي حركات متطرفة ‪ -‬عرضة لاختراق من‬
‫قبل هذه الحركات كما أثبتت الخبرة السابقة ‪ ،‬وهو ما عبر عنه مارو أمادو‬
‫‪ Marou Amadou‬وزير العدل في النيجر بقوله ‪“ :‬نحن تحت ضغط من كل‬
‫الجوانب”(‪ ، )57‬وفي السنغال الدولة المسلمة الكثير من الجماعات الصوفية‬
‫كالقادرية والتيجانية والمريدية والتي يعتقد أنها حائط في مواجهة الحركات‬
‫المتطرفة ‪ ،‬ويلعب شيوخها دور مهم ‪ ،‬غير أن حركات أخرى جهادية وسلفية‬
‫كالوهابية وغيرها تسربت إلى الباد ‪ ،‬وبعضها تعتبر حركات متطرفة مما‬
‫يجعلها أرض خصبة وحاضنة متوقعة لإرهاب باسم اإسام ‪ ،‬فنظام التعليم‬
‫المتناقض في السنغال يشكل أحد التناقضات التي قد تتحول إلى صدام حيث‬
‫نظام التعليم الرسمي الفرنكفوني العلماني إلى جانب التعليم الديني اإسامي‪،‬‬
‫كما أن جموع الشباب العاطلين عن العمل قد تجذبهم الحركات اإسامية‬
‫المتطرفة إلى صفوفها ‪ ،‬من ناحية أخرى فإن الرابطة المميزة في العاقات‬
‫بين السنغال وفرنسا تجعلها هدفاً محتماً للتنظيمات المتطرفة كالقاعدة التي‬
‫ترى في العاقات مع الغرب جريمة يجب الجهاد ضدها ‪ ،‬وبالفعل أعترف‬
‫وزير خارجية السنغال مانكر ندياي ‪ Mankeur Ndiaye‬في ‪ 14‬يناير ‪2013‬‬
‫بوجود خايا إرهابية نائمة في الباد ‪ ،‬ويشير مسح للرأي العام بأن غالبية‬
‫السنغاليين مقتنعين بأن بادهم ليست عرضة للحركات اإسامية المتطرفة‬
‫بسبب وجود جيش مهني وترابط وتسامح المجتمع السنغالي ‪ ،‬إا أن هذا هو ما‬

            ‫كان يقال في مالي قبل أن تجتاحها رياح التطرف اإسامي(‪.)58‬‬

‫وفي شرق أفريقيا برز اأثر التخريبي لحركات اإسام السياسي من خال ما‬
‫قامت به حركة القاعدة هناك ‪ ،‬فخال وجوده في السودان قام أسامة بن ادن‬
‫مؤسس الحركة بإرسال مجموعة عمليات إلى كينيا تحت ستار العمل المدني‬
‫‪ ، NGO‬ففي ‪ 1992‬أسس أبو عبيدة البشيري القائد العسكري في القاعدة آنذاك‬
‫خلية في نيروبي بكينيا ‪ ،‬وفي فبراير عام ‪ 1998‬أصدر بن ادن فتواه بقتل‬
‫اأمريكيين وحلفائهم في أي مكان يمكن الوصول إليه ‪ ،‬وفي ‪ 7‬أغسطس من‬

                                  ‫‪- 417 -‬‬
   417   418   419   420   421   422   423   424   425   426   427