Page 421 - 2015-37

‫المبحث الثالث‬

‫تأثيرات حركات اإسام السياسي في دول أفريقيا جنوب الصحراء‬

‫لقد أحدثت حركات اإسام السياسي المتطرفة تأثيرات سياسية واقتصادية‬
‫واجتماعية متفاوتة في بعض دول أفريقيا جنوب الصحراء ‪ ،‬وياحظ هنا أنه ليس‬
‫بالضرورة أن يرتبط تأثير حركات اإسام السياسي بنسبة السكان المسلمين في الدولة‬
‫‪ ،‬أي أن الدول ذات الغالبية المسلمة لن تعاني بالضرورة من تأثير قوي لحركات‬
‫اإسام السياسي أكثر من الدول ذات اأقلية المسلمة‪ ،‬ففي دولة مثل السنغال التي يشكل‬
‫فيها المسلمون أكثر من ‪ % 93‬من السكان (أنظر الجدول رقم ‪ )1‬ا يبدو فيها نشاط‬
‫ملحوظ لحركات اإسام السياسي وهي دولة ذات دستور علماني‪ ،‬في المقابل فإن دولة‬
‫مثل جمهورية أفريقيا الوسطى أو أوغندا والتي تحوي أقلية من السكان المسلمين ظهر‬
‫فيها نشاط واضح لحركات اإسام السياسي ‪ ،‬وفيما يلي عرض أهم هذه التأثيرات ‪:‬‬

‫أواً‪ .‬التأثيرات السياسية واأمنية‪:‬‬

‫‪ – 1‬عدم ااستقرار السياسي الداخلي واإقليمي ‪ :‬تعرضت معظم الدول اأفريقية‬
‫التي شهدت ظهور حركات إسامية متطرفة إلى درجات متفاوتة من عدم‬
‫ااستقرار السياسي تجلت مظاهره في ضعف أو انعدام السلطة المركزية‬
‫كما حصل في الصومال‪ ،‬أو حدوث انقابات مسلحة كما حدث في مالي‪،‬‬
‫ففي الصومال لم تهدأ اأوضاع خال العقدين التاليين لسقوط نظام سياد بري‬
‫وعاشت الباد حروب متواصلة في ظل صراع متعدد اأطراف كان أبرز‬
‫أطرافه حركات اإسام السياسي‪ ،‬وياحظ أن حركات اإسام السياسي‬
‫المتطرفة قد توسعت خال العقود اأخيرة في أفريقيا جنوب الصحراء مهددة‬

‫الكثير من الدول والمسلمين وغير المسلمين(‪.)56‬‬

‫بعض الدول المجاورة للمناطق التي تنشط بها حركات اإسام السياسي مهددة‬
‫بالتعرض لخطر هذه الحركات ‪ ،‬فعلى سبيل المثال فإن السنغال المجاورة‬
‫لمالي عرضة للتأثر المباشر بما يجري في مالي كانتقال نشاط الحركات‬
‫اإسامية المسلحة إليها ‪ ،‬فهما دولتين متجاورتين من دول الساحل تتقاسمان‬

‫‪- 416 -‬‬