Page 497 - 2015-37
P. 497

‫نخلص من ذلك بأن المهنة التي يمتهنها الفرد تصيبه ببعض اأمراض‪ ،‬وهذه‬
‫اأمراض تختلف باختاف المهنة‪ ،‬لذلك أطلق عليها أمراض المهنة‪ ،‬فهناك أمراض‬
‫ناتجة عن العمل بالرعي‪ ،‬وأخرى ناتجة عن العمل بالزراعة‪ ،‬وغيرها ناجمة عن‬

                                                              ‫العمل بالمناجم‪.‬‬

         ‫(‪ )3‬المستوى التعليمي‬

‫يلعب التعليم دو ًرا ها ًما في حياة اأمم‪ ،‬ويؤثر في الحالة الصحية للسكان‪،‬‬
‫فإرتقاء مستوى التعليم يؤدي إلى رفع المستوى الصحي والمعيشي‪ ،‬وغال ًبا ما تقترن‬

‫اأمية بالفقر ليكما دائرة التخلف (جهل‪ ،‬فقر‪ ،‬مرض) (إبراهيم‪.)1997،‬‬

‫لذلك فأن المستوى التعليمي الذي يصل إليه الفرد يؤثر على حالته الصحية‪،‬‬
‫حيث أن الفرد اأمي يكون أقل عناية بصحته من الفرد الذي أتم المرحلة الجامعية‪،‬‬
‫وذلك أن الحاصلين على قدر واف من التعليم ترتفع لديهم نسبة الوعي الصحي‪،‬‬
‫فالمستوى التعليمي عند اإناث يؤثر تأثي ًرا واض ًحا على صحة اأسرة ككل وذلك‬
‫أن المرأة هي المسئولة عن نظافة المنزل وإعداد الطعام والعناية باأطفال‪ ،‬وبالتالي‬
‫فأن انخفاض مستوى تعليم الفرد يصاحبه انخفاض في الوعي‪ ،‬وهذا يترتب عليه‬
‫انتشار الكثير من اأمراض وخاصة اأمراض المرتبطة بالمياه والغذاء والتي يتم‬
‫انتقالها عن طريق اختاط اأفراد بالمياة الملوثة عن طريق ااستحمام أو من خال‬
‫استخدامها في الري واأعمال المنزلية‪ ،‬باإضافة إلى انتشار العديد من اأمراض‬

   ‫المعدية والجلدية نتيجة استخدام اأدوات الخاصة باآخرين (سليمان‪.)2013 ،‬‬

‫هنا يمكن القول بأن المستوى التعليمي والثقافي يعد عاماً ها ًما‪ ،‬وا يؤثر فقط على‬

‫انتشار اأمراض في البيئة‪ ،‬ولكن يؤثر أي ًضا على مدى تعاون اأفراد مع السلطات‬

‫الصحية اتخاذ الازم لرفع المستوى الصحي في المجتمع (مصيلحي‪.)2008،‬‬

‫تشكل نسبة اأمية المرتفعة بين النساء اإفريقيات خط ًرا أشد من اأخطار التي‬

‫تهدد صحة المرأة وأطفالها ( البنا‪ ،)2004 ،‬حيث يتضح تأثير التعليم على اأمهات‬

‫في رعايتهن أطفالهن من حيث التغذية‪ ،‬فالسيدات المتعلمات يملن إلى إعطاء‬

‫أطفالهن وجبات غذائية مكملة في الشهور المبكرة من أعمارهم بجانب الرضاعة‬

         ‫الطبيعية (إبراهيم‪.)1997،‬‬

‫‪- 493 -‬‬
   492   493   494   495   496   497   498   499   500   501   502