Page 492 - 2015-37
P. 492

‫(‪ )5‬الحيوان‬

‫تؤثر الحيوانات أ ًيا كانت مستأنسة أو ضالة على صحة اإنسان‪ ،‬فالحيوانات‬
‫المستأنسة التي يعتمد عليها اإنسان في غذاءه قد تنقل إليه الكثير من اأمراض مثل‬
‫مرض السل الرئوي الذي ينتقل نتيجة اختاط اإنسان مع اأبقار المصابة‪ ،‬ومرض‬
‫السل البلعومي الذي ينتقل إلى اإنسان من البقر نتيجة تناول اللبن الملوث دون غليه‬
‫جي ًدا‪ ،‬وكذلك مرض الحمى المالطية الذي ينتقل نتيجه نفس السبب السابق ذكره‬

 ‫وأكثر المصابين به الرعاة والفاحين والمشتغلين بالسلخانات (سليمان‪.)2013 ،‬‬

‫في ضوء العرض السابق للعوامل اإيكولوجية والدور المؤثر الذي تلعبه في‬
‫الصحة والمرض يمكننا القول أن هذه العوامل تلعب دو ًرا ا يمكن إغفاله في توطن‬
‫المرض وانتشاره‪ ،‬فالموقع الفلكي له دوره الهام في تحديد نوع المرض السائد في‬
‫المنطقة بطريقة تجعل مر ًضا ما منتش ًرا في منطقة ما دون غيرها من المناطق‪،‬‬
‫كما أن التضاريس الخاصة بمنطقة ما تلعب هي اأخرى نفس الدور الذي يقوم به‬
‫الموقع الفلكي‪ ،‬وكذلك الحال بالنسبة للحرارة والرطوبة واأمطار عندما يصلوا‬
‫إلى نسب ودرجات معينة يسهموا بدورهما في توفير البيئة المناسبة لنمو وتكاثر‬
‫الطفيليات والبكتريا والجراثيم المسببة للمرض كما يساهموا أي ًضا في نمو وتكاثر‬
‫الحشرات الناقلة للمرض‪ ،‬وبالتالي فأن العوامل اإيكولوجية الخاصة بمنطقة ما‬
‫تؤثر على اإنسان بشكل واضح وأن حاول اإنسان تطويعها لصالحه دون وعي‬
‫وفهم وإدراك جيد لما يقوم به قد يؤدي ذلك بالضرورة إلى حدوث أضرا ًرا بالغة قد‬

            ‫تفوق اأضرار الناجمة عن العوامل اإيكولوجية في حالتها الطبيعية‪.‬‬

                                                       ‫ثان ًيا‪ :‬العوامل البشرية‬

                                                                       ‫(‪ )1‬التلوث‬

‫يعد التلوث من أهم مسببات المرض سواء كان هذا التلوث مصادره طبيعية‬
‫أو بشرية فهو يترك آثره السلبي على صحة اإنسان‪ ،‬فأنواع التلوث التي تؤثر على‬

                                                   ‫صحة اإنسان متعددة منها‪:‬‬

                                  ‫‪- 488 -‬‬
   487   488   489   490   491   492   493   494   495   496   497