Page 52 - 2015-37
P. 52
يوجد بها خمسة حمامات ُمعدة استقبال الغرباء وبونة( .)90وكذلك مدينة بنزرت الواقعة
علي الساحل( .)91كما أن المهدية كانت حسب رأي ابن حوقل ذات حمامات حسنة(،)92
وجاء بعده بقرن ونصف القرن اإدريسي ليصف حماماتها بـ»الجليلة»وانها تمتلء
بالحمامات( .)93كما إمتأت القيروان بالحمامات لخدمة الوافدين عليها(.)94
ووجد فرن عمومي لخدمة اأجانب خاصة التجار وغالباً ما كان ُيلحق بفندقهم.
وقد ُخصص جانب من المساكن للقنصل ومستشاريه .وقد كان منزل القنصل مزخرفاً
بأعمدة وبه شرفة وتسمي ( ،)La logeوفي الطابق السفلي هناك بعض الحجر التي
استعملت كسجن أو كمحل للمحاكمة (.)95
ولم تنص المعاهدات التي أمضاها الملوك النصارى مع الملوك المغاربة
علي إعطاء الحق لمواطنيهم إقامة فندق غير متوفر علي مقبرة وكنيسة حيث
يؤدون صلواتهم ويشيعون أمواتهم بكل حرية بما في ذلك التراتيل الدينية بصوت
مرتفع .وينبغي أن تكون هذه الكنائس أكبر من مجرد زوايا متواضعة( .)96ويذكر
الونشريسي وجود فندق للنصاري بمدينة تونس في العصر الحفصي ،و ُسمح لهم
أيضاً باقامة كنيسة في فندقهم هذا ،إقامة شعائرهم الدينية في حرية تامة ،مما يدل
علي تسامح السلطات الحفصية مع الجاليات النصرانية(.)97
وقد كانت كنائس بعثة جنوة وبيزة بتونس موضوعة برسم مريم العذراء.
وقد كان أحد رجال الدين المعروفين من بين شهود معاهدة686هـ1287 /م ،كما
كان لكاهن بيزة لقب خوري ( ،)Curiوقد كان خوري بجاية كخوري بيزة تابعاً
لكبير أساقفة بيزة ويؤدي له جزية سنوية ،وكانت إحدي متاجر الفندق بتونس
تحت تصرف مقر الخوري الذي يخصصه أموره الخاصة .وقد تركت معاهدة
عام 649هـ1251/م لسكان البندقية الحق في زيادة مساحة كنيسة تونس .وكانت
مصاريف البناء والصيانة والتوسيع للفنادق علي حساب الجمارك أي السلطات
المغربية ،غير أنه في عام679هـ1281-1280/م أعطى المجلس اأعلى للبندقية
تعليماته لقنصلهم بتونس باستعمال جزء من حقوق كراء المتاجر والحمام العمومي
وذلك إصاح الفندق .ويكون مجموع المؤسسات اأوربية بتجاورها واختافها ما
يسمى :المنطقة الحرة ( )Le quartier francبالمدن الشرقية(.)98
- 47 -