Page 48 - 2015-37
P. 48

‫وما دامت الفنادق عبارة عن منشآت تجارية وسكنية للتجار اأجانب في حي‬
‫تجاري ‪ ،‬فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو هل كان التجار المسلمون حين سفرهم‬

                                                 ‫الي أوربا يقيمون في فنادق ؟‬

‫أن قلة المعلومات المصدرية اإسامية عن اأسواق والفنادق اأوربية‪ ،‬ربما‬
‫يرجع إلي أن تلك المؤسسات كانت أقل جذباً من نظائرها في الباد اإسامية‪ ،‬إذ ليس‬
‫لديها سوي القليل مما تقدمه في إطار التصدير ‪ ،‬وعلى أية حال كان يمكن الحصول‬
‫علي معظم المنتوجات الشمالية بسهولة من التجار المسيحيين الذين احتشدوا بكثرة في‬
‫الموانئ اإسامية‪ .‬وربما أن المسافرين لم يجدوا أن المدن المسيحية مائمة لحاجاتهم‬
‫‪ ،‬وخاصة ما يتعلق بالتسهيات من أجل ااستحمام والطعام ‪ ،‬فإجتنبوها في نهاية‬
‫اأمر‪ .‬من جانب آخر فقد افتى العديد من الفقهاء بأنه ا يجوز أحد من المسلمين‬
‫الدخول الي أرض الشرك لغرض التجارة وغيرها إا في حالة واحدة‪ ،‬وهي فك مسلم‬
‫من اأسر فإذا جعلها لغير ذلك وهو طائع غير كاره فان إمامته تسقط وشهادته ا يعتد‬
‫بها‪ ،‬ومن هنا يمكن أن نقول بأنه ما دام السفر إلى باد الكفر حرام فما بالك باإقامة في‬
‫باد دار الحرب‪ .‬لكن رغم صدور هذه الفتاوى التي تحرم التعامل مع باد الكفر إا أن‬
‫التعامل معهم ظل قائماً‪ ،‬وما دام التعامل ظل موجوداً فمن المحتمل وجود فنادق للتجار‬
‫المسلمين داخل الدول المتعامل معها ‪ .‬فبنيامين التيطلي في رحلته تكلم عن مناطق عدة‬
‫ومنها منطقة مونبولييه‪ ،‬وقال عنها « يجتمع فيها التجار من نصاري ومسلمين ومن‬
‫مختلف اأقطار من عدوة الغرب ولمبردية وممالك رومية الكبري وفلسطين وبلدان‬
‫أخري ثم يقول بأنهم يتكلمون بكل لغة ولسان» وتكلم عن نغزوبنت وقال» بلدة كبيرة‬
‫علي شاطئ البحر يؤمها التجار من كل حدب وصوب»‪ .‬ومن هذا يمكن أن نقول أن‬
‫ما دام بنيامين التيطلي يتحدث عن هذه المدن التجارية التي يقصدها التجار المسلمون‬
‫من كل مكان فهذا يعني أن هذه المدن تحتوي علي فنادق أنه ا يمكن دخول التجار‬

                ‫وخروجهم من المدينة في نفس اليوم ويمارسون البيع والشراء(‪.)72‬‬

‫كما ُعرفت الفنادق في أقصى المناطق التي رحل إليها التجار المسلمون وغير‬
‫المسلمون خال تلك الفترة‪ ،‬فالفنادق قد ُعرفت في باد الصين فقد كانت الصين‬

                                  ‫‪- 43 -‬‬
   43   44   45   46   47   48   49   50   51   52   53