Page 49 - 2015-37
P. 49
تشتهر بوجود الفنادق التي تستضيف المسافرين والتي تميزت بالنظام اأمني المحكم
الذي يقوم على حماية المقيمين في تلك الفنادق من تجار ومسافرين من خال رجال
أمن يختصون بحصر كل المقيمين كل ليله وتسجيل أسمائهم في قوائم والسهر على
حمايتهم لليوم التالي .كما تميزت تلك
الفنادق بوجود جميع ما يحتاج إليه المسافر والتاجر من المؤن وخصوصاً
الطيور المخصصة لأكل(.)73
ورغم وجود الفنادق كمؤسسة تجارية رئيسية إا أن اأسواق العامة كانت
موجودة ولها دورها وأهميتها في التجارة البحرية .فلم تتعدى وظيفة الفنادق
أنها مركز رئيسي لعمليات تخزين السلع وإقامة التجار اأجانب ولم تكن مؤسسة
لممارسة كامل عملية البيع والشراء لتلك السلع .لذلك نجد بعض المصادر مثاً
تشير إلى أن العادة جرت بمدينة تونس أن التجار النصارى بعد أن يخزنوا سلعهم
في فنادق عليهم أن يذهبوا إلى سوق المدينة الرئيسي لعرضها علي التجار المحليين
وليس العكس بأن يذهب التجار المحليين اليهم في الفنادق لشراء تلك السلع ،وكان
قاضي الجماعة عمر بن عبد الرفيع كتب علي العطارين عقداً أن ا يفعلوا ذلك(.)74
كما يذكر صاحب ااستبصار أن مدينة طرابلس كان بها أسواق تجارية حافلة(.)75
كما يشير صاحب ااستبصار إلى أسواق المهدية الضخمة ،حيث ُبنيت تلك اأسواق
بالصخر الجليل(.)76
ويشير المقدسي إلى منطقة ُتسمي «غافق» بجوار قابس كان بها أسواق بحرية
ُتعقد كل يوم جمعة( .)77وهذا ما يؤكده الحسن الوزان عن مدينة عنابة ،فقد كانت
تستقبل السفن من كل حد ٍب وصوب لشراء بعض السلع اسيما القمح والزبد ،ثم
ُيعقد سوق جامع لتلك السلع كل يوم جمعة خارج المدينة قرب اأسوار ،ويستمر هذا
السوق طوال النهار حتي حلول الليل ،ولكن يبدو أن إشارة الوزان لتلك اأسواق
اأسبوعية كانت في اأغلب للسلع التي تأتي من المدن المجاورة والقريبة نسبياً
بحراً مثل تونس وجلفة وطرابلس والقليل منها من جنوة .كذلك يشير الوزان إلى
سوق جامع في جزيرة جربة ُيعقد مرة في اأسبوع وهو يشبه المعرض الكبير(.)78
- 44 -