Page 50 - 2015-37
P. 50
كما كان هناك أسواق منتشرة على طول طريق التجار المغاربة ،حيث أن مدينة
جدة كانت أسواقها ممتدة مع جانب البحر وغالبها أخصاص واسعة متفتحة إلى
البحر(.)79
من جانب آخر كان هناك مؤسسة تجارية أخرى ُتسمي «الخان» تشبه الفندق
ُتستخدم لخدمة اأغراض التجارية ،وكانت ُمعدة للتجار والمسافرين المسلمين ،
فقد اشتهرت المهدية بوجود الخانات .والتي كانت كثيرة وعلى مستوى عالي من
المباني والخدمة(.)80
وقد ُعرف الخان في باد الشام أكثر من باد المغرب ،وكان ُمعداً أيضاً
للتجار والمسافرين المسلمين بما فيهم المغاربة ،مثل الخان الذي نزل به ابن جبير
في مدينة صور بباد الشام أثناء احتال الصليبيين لها .والخان هو عبارة عن
مبني ضخم يتوسطه فناء علي هيئة رواق حيث يحفظ التجار بضائعهم ويجدون في
الخان المأوي لهم ولدوابهم خال رحلتهم .والخانات لم تختلف من حيث تكوينها
أو الغرض من إنشائها عن الفنادق في شيء ،سوي أن الفنادق في المدن اإسامية
خصصت للتجار اأجانب من غير المسلمين ،بينما ُخصصت الخانات في هذه
المدن اإسامية لتجار المسلمين الوافدين من العالم اإسامي ،أو لخدمة التجارة
الداخلية والخارجية ،بينما في المدن التي خضعت لحكم الفرنج في باد الشام
نجد أنها أي الخانات قد خصصت لتجار المسلمين في حين أن الفنادق بها قد
ُخصصت للتجار الغربيين المقيمين إقامة دائمة أو الوافدين علي الباد ،وكذلك
للحجاج المسيحيين اآتين لزيارة اأماكن المقدسة المسيحية في باد الشام ومصر
ويتم استضافتهم فيها(.)81
كما كانت الوكالة في معناها كالفنادق والخانات .ويحثنا المقريزي بأن هذه
المنشآت كانت تقوم بجانب مهمة البيع والشراء ،بمهمة النزل ومحل اإقامة والخازن
للواردين من التجار وحفظ أموالهم ،كما أنها تؤدي مهمة البيع بالجملة والتجزئة
فتوزع ما يرد اليها من اأسواق .وقد جرت العادة بأن ُيبني فوق هذه المنشآت رباع
تؤجر لطوائف معينة من التجار اقتصرت علي المسلمين فقط .وانتشرت الوكاات في
- 45 -