Page 47 - 2015-37
P. 47
الحموي مشابهاً لوصف البكري حين قال « :وكانت هناك مجموعة من الفنادق في
قابس» ( .)63كذلك أكد هذه المعلومة صاحب ااستبصار(.)64
وقد ذكر البكري فنادق في مدن أخري ،فأشار إلى فنادق في مدينة القصر
القديم ،ثم تحدث عن مدينة «قلشانة التي تبعد عن القيروان بعشرين مياً وبها عشرين
فندقاً « ،وقال أن في مدينة تماجر فندق واحد ،وقال عن تونس أن بها «فنادق كثيرة
« ،وهو ما قاله عن منستير عثمان وفنادق باجة .وذكر في مدينة فج الحمار فندق
واحد ،أما مذكود ففيها فنادق عدة ،وقرية جهنين فيها فنادق كثيرة ،بينما ساقية ليس
فيها فندق واحد( .)65كما إمتأت القيروان بالفنادق لخدمة الوافدين عليها(.)66
ولم تكن باد المغرب اأدنى هي الوحيدة من باد المغرب عام ًة التي تحتوي
علي تلك الفنادق ،فنستنتج من نوازل وفتاوى المعيار كثرة عدد الفنادق في الحواضر
المغربية ،ويشير اانصاري الي كثرة فنادق سبتة ،فيقول« :وعدد الفنادق حسبما
استفاض علي ألسنة أهل البلد ثاثة مائة وستين فندقاً أعظمها بناء وأوسعها مساحة
الفندق الكبير المعد اختزان الزرع ...ويليه في الكبر من الفنادق المعدة لسكني الناس
من التجار وغيرهم الفندق المعروف بفندق غانم ...وابدعها صنعة فندق الوهراني(. )67
وكان بجزيرة صقلية فنادق أيضاً تستقبل التجار والمسافرين المسلمين بما
فيهم المغاربة( .)68كما كان للمسافرين والتجار المغاربة فنادق أيضاً في اأراضي
المصرية ،فبعد عبور ابن جبير ومن معه من تجار ومسافرين إلى داخل اأراضي
المصرية نزل بفندق أبي الثناء في زقاق القناديل بمقربة من جامع عمرو بن العاص،
في حجرة كبيرة علي باب الفندق المذكور( .)69وأُنشئت الفنادق في اإسكندرية
للبنادقة والجنويين والبيزيين والفلورنسيين والفرنسيين ،كما كان إفريقية فندق
وآخر لقبرص ،كما كان لأتراك فندق وكذلك للمغاربة .واتصفت فنادق اإسكندرية
بأن بعضها كان يتألف من عدة طوابق ،وكانت المخازن توجد في الطابق اأرضي،
حيث يتم حزم وتفريغ السلع(.)70
كذلك انتشرت هذه الفنادق في باد اأندلس ،فازدحمت مدينة ألمرية بأعداد
كثيرة من الفنادق «وتحتوي مدينة المرية علي ألف فندق إا ثاثين فندقاً « ،أما
مدينة بجانة في باد اأندلس فقد ُجهزت أيضاً بعدة فنادق لخدمة الغرباء (.)71
- 42 -