Page 537 - 2015-37
P. 537
التاريخي للتعرف علي دور المرأة في التنشئة الثقافية في مجتمع الدراسة ،حيث
يستخدم هذا المنهج في دراسة وتتبع هذا الدور ومدي تعبيره عن ثقافة المجتمع
وتسجيل ما مضي من وقائع وأحداث في الماضي فيدرسها ويفسرها للتوصل إلي
حقائق تساعد في فهم الحاضر في ضوء الماضي .كذلك تستخدم هذه الدراسة المنهج
المقارن لمقارنة دور المرأة وأشكال هذا الدور في مجتمع الدراسة ،وتعتمد الدراسة
ايضا علي منهج دراسة الحالة والمنهج الوصفي التحليلي ،،كما تم تصميم دليل للعمل
الميداني وقد استعانت الباحثة بدليل العمل الميداني لاستاذة الجليلة دكتورة ايمان
البسطويسي في دراستها المرأة في المجتمعات الصحراية –المرأة في قبيلة الجبالية.
ثانياً :دور المرأة في مرحلة المياد حتي سن السادسة:
تعد اأسرة المؤسسة ااجتماعية اأولي التي ينشأ فيها الطفل ،وهي الجماعة
اأولية التي تتميز فيها العاقات والتفاعات ااجتماعية بالمواجهة ومن ثم تسعي
اأسرة إلي تشكيل الوجود ااجتماعي للطفل ،كما تعد المكان اأول الذي تنمو فيه
انماط التنشئة اي تكوينه كشخصية اجتماعية ثقافية تنتمي إلي مجتمع بعينه وتدين
بثقافة بذاتها،فاأسرة هي الوحدة اأولي التي يحتك بها الطفل احتكاكاً مستمراً
والوعاء اأول الذي تنمو فيه انماط التنشئة ،واأسرة تعد هي القوة اأولي المباشرة
في التنشئة التي تمارس تأثيرها علي الطفل منذ وادته،ويظل هذا التأثير قائماً خال
دورة الحياة ،بل وقد يظل مفعولها واضحاً في سلوك الفرد طوال حياته ،وتقوم اأم
بالدوراأكبر في عملية التنشئة حيث تقوم خال عملية التنشئة بربط الفرد بتراثه
ااجتماعي والثقافي الذي تتوارثه اأجيال جياً بعد جيل ،باأضافة إلي تعليم الفرد
التعاون والتضامن مع من يعيش بينهم من افراد اأسرة أو افراد المجتمع.
وتتشكل مامح شخصيه اإنسان في السنوات اأولى من عمره ،وتنغرس بذور
صفاتها اأساسية لذلك يسميها خبراء التربية بالسنوات التأسيسية ،وفي تلك السنوات ا
أحدأقرب إلى الطفل وأشد التصاقاً به من اأم ،وبذلك تكون هي الجهة اأكثر تأثيراً في
تشكيل شخصيته وصناعتها ،ويتيح لها اارتباط العضوي والنفسي بينها وبين الطفل
أكبر فرصة للتأثير ،فهو في اأساس جزء منها ،تكون في أحشائها وتغذى من دمها
- 533 -