Page 607 - 2015-37
P. 607

‫الياء‪ ،‬وبقيت الكسرة دليا عليها فصارت (ال ِذ) ثم أبدلت الكسرة سكونا وأزيل أثر‬
‫الياء‪ ،‬فصارت الكلمة (ال ْذ) وعاد صوت الذال صامتا ا غير‪ ،‬ولكن كثرة استعمال‬
‫(الذي) بالكسرة الطويلة أدى للميل إليها وشيوعها في األسن واستعمالها فى الكتابة‪.‬‬

‫ويرى الباحث أن العلة فى ذلك ظاهرة‪ ،‬فإن (الذي) الموصولة حرفية كانت‬
‫أو اسمية ا يوقف عليها ولو حكاية‪ .‬ولما كانت فى حاجة إلى صلة دائما ألزموها‬

                                                       ‫الحركة فى ااستعمال‪.‬‬

‫هذا فى «الذي» عامة‪ ،‬وأما «الذي» الموصول الحرفي فبيانه في المبحث التالي‪:‬‬

                      ‫كام العلماء حول (الذي) الموصولة الحرفية المصدرية ‪:‬‬
‫قرر بعض العلماء منهم الفراء ويونس مجيئ الذي موصولة حرفية مصدرية‪.‬‬
‫وفرع على مذهب الفراء الكوفيون‪ ،‬واستحسنه الفارسي فى بغداديته وأرضاه ابن‬

                                                          ‫مالك وابن خروف‪.‬‬

‫يقول ابن مالك فى التسهيل‪« :‬وتقع (الذي) مصدرية وموصوفة بمعرفة أو‬
                                              ‫شبهها فى امتناع لحاق «أل»‪)7(.‬‬

‫وقرر ابن هشام(‪ )8‬جواز المصدرية فى قوله تعالى ‪ :‬ﭽﮎﮏﮐﮑﮒ‬
‫ﮓﮔ ﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜ ﮝﮞﮟﭼ(‪ )9‬والتقدير‪:‬‬
‫تماما على إحسانه‪ .‬كما قرر جواز كون «الذي» موصوا اسميا أى تماما على العلم‬
‫الذي أحسنه‪ ،‬فيحتاج إلى عائد كما ذكر‪ ،‬وجوزوا كونه نكرة موصوفة‪ ،‬فا يحتاج إلى‬
‫صلة و(أحسن) إذاك اسم تفضيل ا فعل ماض‪ ،‬وفتحته عامة إعراب ا بناء وهي‬
‫عامة الجر‪ .‬وذكر أن تقدير «الذي» بالموصول الحرفي أو النكرة الموصوفة اختيار‬
‫الكوفيين‪ ،‬واختار البصريون الموصول ااسمي والحالة هذه‪ ،‬كما وافق بعضهم على‬

                                                     ‫كونها نكرة موصوفة‪)10(.‬‬

                      ‫وأقر ابن هشام بالموصولية الحرفية فى قوله تعالى ‪:‬‬
‫ﭽﭑﭒ ﭓ ﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟﭠﭡ‬

          ‫ﭢﭣﭤﭥﭦ ﭧﭨ ﭩﭪﭫﭬﭭ ﭮﭯ ﭰﭱﭼ(‪)11‬‬

                                  ‫‪- 603 -‬‬
   602   603   604   605   606   607   608   609   610   611   612