Page 609 - 2015-37
P. 609

‫بأوامرنا وطاعتنا»‪ ،‬واستمر يقول نقا عن ابن جرير‪« :‬واختار ابن جرير أن‬
‫تقديره (ثم آتينا موسى الكتاب تماما على إحسانه) فكأنه جعل «الذي» مصدرية‪،‬‬
‫كما قيل فى قوله تعالى‪ :‬ﭽﭥ ﭦﭧﭨﭼ أى كخوضهم‪ .‬وكما قال ابن‬
‫رواحة ‪ ( :‬وثبت اه ما آتاك من حسن *** فى امرسلن ذكاء كالذي نصروا )»(‪)18‬‬
‫ثم قال‪« :‬وقال آخرون‪ :‬الذي ههنا بمعنى الذين‪ .‬قال ابن جرير‪ ،‬وذكر عبد ه‬

                      ‫بن مسعودأنه كان يقرؤها‪ :‬ﭽﮒﮓﮔ ﮕﭼ»‪)19(.‬‬
‫ولفظ ابن جرير فى حكاية ابن كثير صريح بإفادة اشتراكية (الذي) ها هنا بين‬
‫الموصولية الحرفية وااسمية على لغة من يحملونـها على معنى (الذي)‪ ،‬والمعنى‬
‫الثانى ا ينطبق إا على قراءة ابن مسعود المذكور فى ن ّص ابن كثير وأما بالفتح‬

                                        ‫(أعنى أحسن بفتح نون أحسن) فمشكل‪.‬‬
‫يقول السيوطي‪« :‬من قال فى ﭽ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﭼ بالرفع فأن أصله‬
‫(أحسنوا)‪ ،‬فحذفت الواو استغناء عنها بالضمة أن باب ذلك الشعر‪ ،‬والصواب‬

                                              ‫تقدير مبتدأ‪ ،‬أى هو أَ ْح َس ُن»‪)20(.‬‬
‫فبدى من كام السيوطي أى المحمول على معنى (الذين) القراءة الواردة فيه‬
‫برفع النون (أَ ْح َس ُن) أي هو أحسن أو أحسنوا‪ .‬وأما قراءة (أَ ْح َس َن) بفتح النون فإما‬
‫أن يحمل على أنه فعل ماض صلة للذى ااسم الموصول‪ ،‬أو اسم تفضيل‪ ،‬والفتحة‬
‫على النون فتحة إعراب‪ ،‬كما أشاربه الباحث من كام ابن هشام‪ .‬وهذا على فرض‬
‫اابتعاد عن الموصول الحرفي‪ .‬وإذا حمل (أحسن) بالفتح على اسم التفضيل تكون‬

                                     ‫(الذي) نكرة موصوفة‪َ ،‬و ِص َف ُت َها (أحس َن)‪.‬‬
‫وأجاز الكسائي والفراء أن يكون (أحسن) اسم معرفة نعتاً للذى على أن (الذي) اسم‬
‫موصول ا نكرة موصوفة وذلك أنـهما أجازا نعت (الذي) بالمعرفة والمعنى عندهما‬
‫(على الحسن)‪ .‬وقال مجاهد‪( :‬على المحسن)‪ ،‬وهذا الذي قالوا يخرج على نعت الموصول‬

      ‫قبل تمام الصلة‪ ،‬وهو جائز عند الكسائى والفراء وغير جائز عند البصريين‪)21(.‬‬
‫ويقول السيوطي ‪ « :‬ﭽﭥ ﭦﭧﭨﭼ(‪ )22‬أى كخوضهم»‪ )23(.‬وهذه‬

                         ‫إشارة لطيفة إلى تؤول (الذي) وما بعده بمصدر مؤول‪.‬‬

                                  ‫‪- 605 -‬‬
   604   605   606   607   608   609   610   611   612   613   614