Page 608 - 2015-37
P. 608
حيث قال « :فقيل (الذي) مصدرية أى :ذلك تبشير ه ،وقيل اأصل :يبشر
به ،ثم حذف الجار توسعا فانتصب الضمير ،ثم حذف»)12(.
وقرر كذلك أن الذين أجروا (الذي) مجرى الموصول الحرفي جعلوا منه
اآيتين السابقتين كما جعلوا منه قوله تعالى :ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖ
ﭗﭘ ﭙﭚﭛﭜﭝﭞ ﭟﭠﭡ
ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﭯ
ﭰﭱﭲﭳ ﭼ()13
وقال أبو حيان« :وقد زعم الفراء أن (الذي) يكون حرفا موصاً فينسبك منه
مع ما بعده مصدر كما ينسبك مع «أ َن» والفعل ،فأجاز( :أَ ْع َج َب ِني الذي قُ ْم َت) أى
قيامك ،ثم ف ّرع على مذهبه الكوفيين ،وقد استحسنه الفارسي فى بغداديته»)14(.
هذه أقوال بعض النحاة ،و لبعض آخر منهم في إعرابهم للقرآن وتفسيرهم له
آراء أخرى حول (الذي) المصدرية على التفصيل التالى-:
يقول العكبري فى إعراب قوله تعالى :ﭽﭥ ﭦ ﭧﭨﭼ()15وفي
(الذي) وجهان :أحدهما أنه جنس ،والتقدير خوضا كالخوض الذي خاضوا .والثانى:
أن «الذي» هنا مصدرية أى كخوضهم ،وهو نادر»)16(.
وما يقرره العكبري ههنا هو أن مجئ (الذي) مصدرية ناد ٌر.
وأما القرطبي فهو مضطرب الرأي فى إعراب اآية السابقة ،إذ يقول :ﭽﭦ
ﭧﭨﭼ أى كخوضهم .فالكاف موضع نصب نعت لمصدر محذوف :وخضتم
خوضا كالذين خاضوا .والذي اسم ناقص مثل من يعبر به عن الواحد والجمع»)17(.
فإن القرطبي رحمة ه عليه قد أفاد فى أول كامه أن «الذي» حرف موصول،
أو كاد أن يفيد ذلك ،فإنه قال( :أى كخوضهم) حيث أسبك لفظ «الذي» وصلته
مسبك المصدر وأَ َو َلـ ُه َما بالمصدر ،ثم كر كرة عليه فأجراه مجرى ااسم الموصول
الذي يعبر بـه عن المفرد والجمع ،وهذا اضطراب با شك.
وهــذا ابـن كـثـير يقرر للفظ «الذي» معنى الحرف المصدري فى تفسيره
لقوله تعالى :ﭽﮒ ﮓ ﮔ ﮕﭼ أى جزاء على إحسانه فى العمل وقيامه
- 604 -