Page 611 - 2015-37
P. 611
حكاه ابن مالك عن يونس ،وليس بشيء أنه إثبات لاشتراك بين مختلفي الحد بغير
دليل ،وقد ثبت ااسمية ،فا يعدل عن ذلك» .هذا نص ما ذكره أبو حيان.
ويرى هذا الباحث أن عضيمة( )29في نصه المذكور سابقا وافق أبا حيان على
هذا الرأي أنه لم يذكر قوا من أقوال مثبتي مصدرية (الذي) ،ولم يتحدث عن
مصدريتـها غير ما حكاه عن أبي حيان.
ويذكر السيوطي أن ابن مالك ضعف الرأي القائل بمصدرية (الذي) فى الكافية()30
ووجد هذا الباحث كام ابن مالك في الكافية مخالفا لهذا ،وذلك حيث يقول)31(:
وقد يجئ مصدريا مثل (ما) **** يونس والفرا بـهذا حكما
ويقول محمد محي الدين عبد الحميد« :وأما مجيئ (الذي) موصواً حرفيا
فهو وجه ذكره أبو علي الفارسي عن يونس ابن حبيب ،وقد مثلوا له بقوله تعالى:
(وخضتم كالذي خاضوا) ،وسبب ذلك عندهم أن لفظ «الذي» مفرد ،وما بعده جمع،
فلو كان اسم موصول لقيل (كالذي خاض) أو لقيل (كالذين خاضوا)»()32
ثم ذكر أن القضية يجاب عنها بأحد جوابين(:)33
اأول :أن «الذي» اسم موصول صفة اسم موصوف محذوف ،تقديره:
(خضتم خوضا كالخوض الذي خاضوا) ،والعائد ضمير محذوف في محل النصب
بـــــــــ»خاضوا» :أى خاضوه.
والجواب الثانى :أن (الذي) اسم موصول للجمع ،وأصله «الذين» فحذفت نونه،
كما حذفت فى قول اأشهب بن رميلة:
وإن الذي حانت بفلج دماؤهم **** هم القوم كل القوم يا أم خالد
وقد عرض ابن جني لمسألة حذف النون في لفظ «الذين» حيث أثبت أن ذلك من
المحتمل ،ثم قرر أن اأقوى في ااحتمال ،كون (الذي) مفردا فى اللفط وجمعا فى المعنى)34(.
ويبدو للباحث أن كثيرا من النحاة المحدثين الذين يعتنون بوظائف الألفاظ
أداء المعانى أمثال الشيخ عباس حسن والشيخ محمد محئ الدين (رحمة ه عليها)
وعضيمة وغيرهم لم يروا تحقيق الموصولية الحرفية فى (الذي).
- 607 -