Page 613 - 2015-37
P. 613

‫ما قلت» أي قولك‪ .‬ومجيئها موصولة كذلك ثابت على معنى (الذي)‪ ،‬نحو «فهمت‬
         ‫ما ذكرت» أى الذي ذكرت‪ ،‬ونحو‪« :‬فهمت ما ذكرته» أى الذي ذكرته‪.‬‬

‫ومجيئ الذي موصولة أمر ثابت كذلك بل هي أم بابـها‪ ،‬ولما جاءت على‬
                      ‫المعنى المصدري دل ذلك بوضوح على تقارضها ل(ما)‪.‬‬

‫وبـهذا يخالف الباحث رأي أبي حيان أن ورود (الذي) مصدرية يؤدي إلى‬
‫ااشتراك بين مختلفي الحد بغير دليل‪ ،‬بل عن دليل ثابت وهو التقارض المعنوي‬

                                        ‫المفهوم من سياق اأداتين ومواردهما‪.‬‬
‫فقد ثبت هذا ااشتراك فى (ما) وا مانع من ثبوتـها فى (الذي) إذا اقتضى‬
‫مدلول السياق ذلك‪ ،‬فكما يجوز أن تكون (ما) اسما موصواوحرفا مصدريا‬

          ‫بااشتراك يجوز أن تكون (الذي) كذلك عن طريق التقارض المعنوي‪.‬‬
‫و َت َب َي َن أن «الذي» مشتركة بين ااسم الموصول والحرف المصدري‪ ،‬ويتأكد‬
‫المعنى المصدري إذا لم يكن لها مفسر‪ ،‬نحو‪« :‬عجبت من الذي عملت»‪ ،‬فإنه لم‬
‫يسبق الجملة شي ٌء تفسره (الذي)‪ ،‬ونحوه قوله تعالى ‪ :‬ﭽﭥﭦﭧﭼ‪.‬‬
‫وهذا أحسن من تقدير المحذوف أن ما أمكن تأويله بدون حذف أولى من الذي ا‬

                     ‫يمكن تأويله إا بحذف نظرا إلى أن الحذف خاف اأصل‪.‬‬
‫ويبدو للباحث أن استعمال (الذي) حرفا مصدريا كثير في نصوص القرآن‪،‬‬
‫وهذا يخالف رأي الشيخ العكبري الذي يرى أن ذلك نادر‪ .‬فاآيات التي أوردها‬

                                                         ‫النحاة ثاث‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬ﭽﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔ ﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛ‬

                                                    ‫ﮜ ﮝﮞﮟﭼ(‪)35‬‬

‫‪ - 2‬ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ‬
‫ﭡﭢﭣﭤﭥﭦ ﭧﭨ ﭩﭪﭫﭬﭭ ﭮﭯ ﭰﭱﭼ(‪)36‬‬
‫‪ - 3‬ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜ‬

‫ﭝﭞ ﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥ ﭦﭧﭨ‬

 ‫ﭩﭪﭫﭬﭭ ﭮﭯﭰﭱﭲﭳ (‪)37‬ﭼ‬

‫وقد استطاع الباحث أن يجد من نصوص القرآن عشر آيات أخرى أتت (الذي)‬

‫فيها مأتى الموصول الحرفي‪ ،‬وفى جميعها يمكن أن تحل (ما) المصدرية محلها‪,‬كما‬

                                  ‫‪- 609 -‬‬
   608   609   610   611   612   613   614   615   616   617   618