Page 129 - 2016 - Vol. 40
P. 129
الفرع الأول :العوائق السياسية والاقتصادية
مما لاشك فيه أن المغرب تواجهه مجموعة من العوائق والتحديات داخل تجمع
دول الساحل والصحراء ،والمتعلقة أساسا بالمشاكل الذاتية التي يعاني منها التجمع
والمتمثلة في تفاقم المشاكل السياسية والاقتصادية التي لازمت التجمع منذ إنشائه.
-1الاكراهات السياسية
فبالنسبة للعوائق السياسية فيمكن رصد أهمها في التأخيرات السياسية التي
تعاني منها بلدان إفريقيا جنوب الصحراء المنتمية للتجمع ،جراء المشاكل التي
لازمتها قبل انخراطها الإقليمي .وتظل أهم هذه المشاكل هي غياب مفهوم الدولة
الوطنية ،وروح التضامن ،مما يغذي الصراع والنزاعات بين العشائر والفصائل
القبلية ،فينتج عن ذلك تنازع الفرقاء للاستبداد بالسلطة ،والثروات والخيرات،
مما يؤجج الروح العدائية بين المواطنين .فالمواطنة لم تجد طريقها بعد في القارة
السمراء ،والولاء للقبيلة يكون أقوى من الولاء للوطن( .)2ولقد أدت مشكلة الحدود
ووجود هذه الجماعات ضمن حدود دولتين أو أكثر إلى الصراع بين هذه القبائل،
بسبب الخلاف على زعامة القبيلة ،أو الخلاف على ملكية الأراضي ،أو الصراع
على النفوذ الاجتماعي ،أو السياسي كما كان له أكبر الأثر على تنمية الحركات
الإنفصالية في كثير من دول تجمع الساحل والصحراء(.)3
إضافة إلى ما سبق ذكره ،يؤدي غياب الديمقراطية واقتصار العملية التكاملية
على الساسة من دون مشاركة شعبية ،إلى تركيز اختيارات الدول في يد حفنة من
الحكام يتسبب تنازعهم فيما بينهم في عرقلة مسار التكامل .فاستيلاء عبدي أمين على
الحكم في أوغندا أثار نزاعا سياسيا أدى إلى شل مؤسسات جماعة شرق إفريقيا ثم
انهيارها ،وأثر وقوع نيجيريا في قبضة أنظمة ديكتاتورية وتعرضها لاضطرابات
متتالية على العملية التكاملية في غرب إفريقيا ،وتسبب غياب سيادة القانون والحكم
الجيد والإنقلابات المتتالية في إضعاف الإلتزام وحسن تـنفيذ إجراءات التكامل(.)4
- 125 -