Page 130 - 2016 - Vol. 40
P. 130
كما أنه ينفر رأس المال الذي تزايدت وفرته وحركته على المستوى العالمي،
وتمتد اثار سوء الحكم في دولة إلى الدول المجاورة من خلال تدفقات اللاجئين،
وعقد تحالفات بين القوى المتصارعة وأطراف خارجية عبر الحدود.
وتعتبر النزاعات الاقليمية والحدودية والحروب وضعف الحكم مسؤولة عن
المجاعات في عدد من الدول الافريقية بدرجة اكبر من نقص الانتاج الغدائي ،كما
تعزى الازمة الاقتصادية الحادة للقارة الافريقية الى استفحال الازمة السياسية
ونشوب الحروب الاهلية كانعكاس لغياب الديمقراطية وتجاهل حقوق الانسان
والانكار التام لسلطة الشعوب وغياب المساءلة.
كما تبقى الإرادة السياسية سببا مهما في فشل التجمعات الجهوية داخل القارة
الإفريقية ،وأخص بالذكر تجمع دول الساحل والصحراء ،حيث يكاد يكون إجماع
على أن أهم أسباب غياب الإرادة السياسية من قبل القادة في التكتلات الإقليمية
هو التخوف من فقدان السيادة الوطنية ،بانتقال السلطة والسيطرة على جانب من
السياسات الداخلية للدولة إلى سلطة إقليمية ،مما يترتب عليه ضعف الالتزام السياسي
بالتكامل،حتى لو كان هذا الأخير له مبرراته ،وتصب نتائجه في مصلحة الدولة ،ثم
عدم إدراج الإجراءات لتنفيذ المبادرات الإقليمية(.)5
فالصراعات والخلافات السياسية فيما بين الدول الاعضاء ،وداخل الدولة الواحدة
،تؤثر بشكل رئيسي في تحقيق الاستقرار داخل تلك الدول من ناحية ،وعلى مستوى
التجمعات من ناحية اخرى ،هدا اضافة الى ضعف الالتزام السياسي والتعددية في
الانتماءات الاقليمية التي تؤدي الى تعارض الاهداف ،وتعدد الولاءات ،فهناك دول
توجد في ثلاثة تجمعات وهو ما يؤثر على التزاماتها تجاه التجمعات الثلاثة(.)6
إن الكثير من الدول الأعضاء في تجمع Cen-Sadتعاني من مشاكل سياسية
داخلية ،سواء أكانت في صورة صراعات وحروب أهلية كالوضع في السودان،
ارتيريا ،تشاد أو في صورة انقلابات وتمردات عسكرية كما هو الشأن في إفريقيا
الوسطى وموريتانيا والنيجر وبوركينا فاصو ،نتج عنها عدم استقرار أمني وسياسي
خطير ،انعكس سلبا على إمكانية تحقيق أنشطة اقتصادية مجدية.
- 126 -