Page 132 - 2016 - Vol. 40
P. 132
عدم القدرة على تحقيق تنمية ناجحة ،وعدم استغلال الموارد الطبيعية والامكانات
البشرية بشكل جيد ،في هذا السياق يلاحظ ايضا التفاوت الكبير في الدخول القومية
والفردية بين الدول المشكلة لتجمع دول س-ص ،ففيما يقل دخل الفرد في بعض
الدول عن دولار واحد في اليوم ،يصل هذا الدخل الى عشرات الدولارات في اليوم
في دول اخرى ،كما ان هذا التفاوت في الدخل او الثروة موجود داخل الدولة
الواحدة مما يحدث نوع من الصراع على توزيعها(.)8
كما يمكن الحديث عن التفاوت في الأداء الاقتصادي وضعفه في الدول
الأعضاء في التجمع لأن جل الدول المكونة له والبالغ عددها ثمانية وعشرون دولة
تتسم بتفاوت المستوى والأداء الاقتصادي فيما بينها ،وهذا الأمر يشكل صعوبة كبيرة
في إمكانية قيام وتحقيق تعاون اقتصادي حقيقي وفعال بين هذه الدول ،خصوصا أن
هذا التعاون يحدث بين اقتصاديات تتسم بالضعف أساسا ،ومن تم يصعب إحداث
أي نوع من التكامل بين دول تحتاج باستمرار للمساعدة.
هذا علاوة على عدم التزام بعض الدول الأعضاء بدفع مساهماتها المالية،
وهذا ما جعل الرئيس المالي «أمادو توماني توري» أثناء القمة السابعة للتجمع
في يونيو 2005يدعو الدول الأعضاء ،المتأخرة في تسديد مساهماتها المالية إلى
الوفاء بالتزاماتها إزاء هذا التكتل الإقليمي .ولعل عدم وجود نظام للجزاءات ،هو
السبب الكامن وراء عدم التزام الدول الأعضاء بقرارات وسياسات التجمع ،خاصة
مع انتمائها لتجمعات إقليمية أخرى(.)9
مما لاشك فيه إذن أن تجمع دول الساحل والصحراء وبفعل المعطيات السالفة
الذكر ،والتي أبرزها أن معظم اقتصادية الدول المنخرطة فيه تعرف ضعفا شديدا،
ثم احتياجها الدائم للمساعدات ،كان من أقوى العوامل والإكراهات التي تواجه
المغرب داخل تجمع دول الساحل والصحراء.
كما أن المناخ السياسي الذي يغلب عليه طابع عدم الاستقرار والاضطرابات يكون
مناخا غير ملائم للاستثمارات ،سواء التي تأتي من مصادر داخلية أو الاستثمارات
الأجنبية المباشرة ،فالهدف النهائي لأي مستثمر يتمثل بالأساس في تحقيق أقصى عائد
ممكن على استثماراته ،ولايتسنى له ذلك في ظل عدم الاستقرار السياسي.
- 128 -