Page 131 - 2016 - Vol. 40
P. 131
إن المشاكل السياسية التي تحول دون استتاب الأمن والاستقرار في بلدان
تجمع دول الساحل والصحراء ،ليست الوحيدة التي أثرت سلبا على أنشطة الساحل
والصحراء ،بل توجد أيضا صعوبات وعوائق اقتصادية كثيرة بالرغم من أن الهدف
الأساسي من وراء تأسيس تجمع دول الساحل والصحراء هو هدف إقتصادي محض.
- 2الاكراهات الاقتصادية
أما بالنسبة للعوائق الاقتصادية التي يعرفها التجمع فيمكن جرد أهمها في ضعف
الاستثمارات ورؤوس الأموال ،بحيث يعتبر هذا الأخير من أهم العوائق الرئيسية
التي تحد من إحداث تعاون وتكامل إقليمي بين دول الساحل والصحراء ،فمعظم
الدول الأعضاء في هذا التجمع هي من الدول المدينة والفقيرة .ولعل هذا ما يجعل
تجمع الساحل والصحراء دائما متأخر في تنفيذ أهدافه ومشروعاته ،وكذلك التباين
في مستوى التطور الاقتصادي في أغلب دول التجمع وهو ما يؤدي إلى سيطرة
دول قوية على هذا التكتل ،ويؤدي أيضا إلى نشوب مشكلة في اقتسام التكاليف
المالية والعوائد المتحصلة من التعريفات الجمركية بين الدول الأعضاء .إضافة إلى
انعكاسات برامج الإصلاح الاقتصادي السلبية ،فبعض جوانب وأهداف هذه البرامج
المطبقة في دول التجمع تسير في اتجاه مضاد للتكامل الإقليمي ،خاصة وأنها ذات
توجه وطني وتهدف لزيادة فورية في الصادرات ،مما يؤدي لازدياد دافع هدف
المنافسة بين الدول الأعضاء التي تسعى لتنظيم صادراتها في نفس السلعة الدولية
مما يؤثر سلبا على جهودها الإقليمية للتعاون ،كما أن برامج الإصلاح الاقتصادي
المطبقة في البلدان المكونة لهذا التكتل تفتقر إلى قدر من الانسجام الإقليمي(.)7
كذلك تردي وانعدام البنية التحتية المتعلقة بالخدمات والمرافق العامة في مجال
التعليم والصحة والمرافق الاساسية في معظم دول التجمع كثيرا ما يحصر اهتمام
الدولة في هده الخدمات الاساسية ويعطيها الاولوية على اية نشاطات وجهود اخرى
بما فيها تلك المتعلقة بالتعاون والتكامل مع الدول الاخرى.
ايضا تدني مستويات الدخل القومي والفردي وفي هدا السياق نلاحظ ان معظم
افقر الدول في العالم هي دول افريقية ،خاصة دول منطقة س ص ،ويعود دالك الى
- 127 -