Page 276 - 2016 - Vol. 40
P. 276
الأسواق وصرف المنتجات ،وإلى ربط مناطق جغرافية قريبة إليها لتشكل
مناطق اقتصادية وإستراتيجية كبيرة تقوي موقعها في التنافس على نشر قواعد
سلوكها الاقتصادي في الاقتصاد المتوجه نحو العولمة ،وإن هدف الاتحاد
الأوروبي البعيد من مبادرة الشراكة المتوسطية يرمي من الناحية الاقتصادية
إلى تحقيق هدفين اثنين هما:
•التكيف مع الاتجاه الواسع لأقلمة العالم وضمان حصة أوروبا في الاقتصاد
العالمي ،وتقوية المركز الأوروبي في تيار العولمة.
المحور الثاني :أثر الشراكة أورو متوسطية على الجزائر.
أولا .موقف الجزائر من الشراكة الأورو متوسطية:
إن الجزائر لم تتولى التصريح عن أهدافها ضمن الشراكة ،وكل ما نحصل
عليه يأتي من دوائر الاتحاد الأوروبي ،وفي هذا فإن موقف الجزائر من الشراكة
يجب أن يوضح الأهداف وبلورة استراتيجية لتحقيقها .وإن علامات عدم التكافؤ
توضحها مسائل عديدة ،فمن حيث التنظيم والاندماج الإقليمي يلاحظ:
•أن الاتحاد الأوروبي يمثل نظاما إقليميا مترامي الأطراف-سياسيا وإقتصاديا
وإعلاميا وثقافيا .وهو بهذا يمثل أحد أهم الفضاءات الإقليمية والعالمية.
•فشل النظام الاشتراكي وهيمنة النظام الليبرالي وتوجه معظم الدول نحو تحرير
تجارتها الخارجية ،وانضمامها طوعها أو كرها للمنظمة العالمية للتجارة)18(.
•بينما تنتمي الجزائر إلى تنظيمات سياسية واقتصادية ضعيفة ومفككة ليس لها
هذا النفوذ على الدول الأعضاء أو ضمن علاقاتها مع الخارج .والسبب يرجع
إلى غياب مدرك جماعي أو حتي شبه جماعي بالرغم من العوامل التاريخية
والدينية .التي تجمع دول الأعضاء فيها ولهذا ظلت تتنافس من أجل البحث عن
التعاون مع قوى الخارجية كما هو حاصل مع الاتحاد الأوروبي تحديدا ،وهو
ما عبرت عنه الاتفاقيات الانفرادية التي وقعتها تونس والمغرب وبلدان عربية
أخري بصفة فردية مع هذا الاتحاد.
- 272 -