Page 277 - 2016 - Vol. 40
P. 277
وعلى مستوي البعد الاقتصادي والتجاري ،هناك دلائل توضح عدم التكافؤ بين
الجزائر و أوروبا ،منها:
1 .1أن دول الاتحاد الأوروبي تنعم باستقرار وأمن اقتصادي في أعلى مستوياته،
بالرغم من بعض الأزمات مثلما هو الحال في أيرلندا الشمالية وفي كورسيكا
الفرنسية و الباسك الاسباني.
2 .2وفي المقابل تعيش الجزائر منذ أحداث أكتوبر 1988وضعا متأزماً خطيرا
على المستويات الاقتصادية وغير الاقتصادية ،لذلك تخوف دول الاتحاد
الأوروبي من الاستثمار في الجزائر بسبب ما شهدته من أزمات الاقتصادية
وسياسية خلال عقد التسعينيات من القرن العشرين تمنع الاستقرار وبعث
السلم ،بل وتناضل في سبيل إعاقة توقيع اتفاقية شراكة بين الطرفين.
3 .3تتسم اقتصاديات الدول الأوروبية بالتنوع وحركية والإنتاج الوفير والقدرة
التنافسية بينما اقتصاد الجزائر يعيش في ازمة طال أمدها بالإضافة إلى أنه
يفتقر للإنتاج والتنوع والقدرة التنافسية ،فهو اقتصاد “أحادي الإنجاب” يعتمد
اعتماداً شبه كلي على النفط و الغاز ،وأخيرا فإن صادراتها من غير النفط
والغاز والتي لا تتعدى قيمتها النقدية 500مليون دولار هي محل تنافس من
قبل اسبانيا والدول المغاربية الأخرى التي تنتج المنتجات نفسها.
إذن هناك فوارق شاسعة وتباين وتناقض واضح في العديد من القضايا بين
أوروبا والجزائر :في الانتاج والدخل والتجارة وفوائدها وعدد السكان والنمو
والبطالة والاستثمار .ناهيك عن الاختلاف بل والتناقض في البني التحتية والمؤسسات
السياسية و السوسيو -اقتصادية والثقافة ...بين النظم السياسية في أوروبا من جهة
والجزائر من ناحية أخرى.
ثانياً .برامج الاصلاحات الاقتصادية التي باشرتها الجزائر بعد الشراكة المتوسطية:
لقد اتخذت الجزائر مجموعة من الاصلاحات الاقتصادية التي كانت لها الأثر
على المستوى الداخلي و الخارجي مما جعل الاقتصاد الوطني الجزائري يسير
- 273 -