Page 14 - African-Issue 41Arabic
P. 14
كلمته التي نقلها عنه «بليني» (أن صبغة الأرجوان قد بيع الرطل منها بمائة دينار
.)36( )Dentum Dinarii
ب -الكيماويات والأدوية :
وبجانب صناعة الأصباغ كانت توجد صناعة الكيماويات والأدوية؛ فقد كان
يوبا الثاني نفسه على اطلاع واسع بالكيمياء ،واستقدم لها بعض العلماء من اليونان
منهم الطبيب «أوفرب» ( )Euphorbeالذي كان يذهب إلى جبال الأطلس للحصول
على النباتات الطبية ،حيث حصل على نبات لم يسبق لعلماء الأغريق أن عرفوه
فأطلق عليه أسم “أفربيا” ( )Euphorbiaنسبة إليه( ،)37وكان عصير هذا النبات
يستخدم في علاج العديد من الأمراض مما جعله ينال شهرة ويكثر الطلب عليه ،فقد
كان من خصائصه أنه علاج ضد السموم ولدغ الأفاعي ومقوي للبصر()38
ج -المعادن :
وكانت صناعات المعادن من الصناعات الرائدة في المنطقة ،فقد عثر على
العديد من المخلفات المعدنية ،منها أدوات الزراعة المصنوعة من الحديد والبرونز،
ومنها أجزاء الأبواب والمسامير ،ومنها قطع الأثاث التي وجدت منها أجزاء كثيرة
في مواقع مختلفة ،وتقدم لنا «كرستيان بوب بيكو» ()Christiane Boube-Piccot
إحدى هذه المصنوعات وهي عبارة عن مائدة ذات أرجل معدنية تشبه قوائم الأسد،
وترجع المؤرخة أصل طرازها إلى الموائد الهلنستية التي أهدت للملك «يوبا
الثاني» إذ تقول «أننا نؤرخ هذه المائدة بالعهد الهلينستي ،وربما بأواخر هذا العهد،
إي الحقبة اتي يتأكد وصولها إلى مملكة موريتانيا ،بتأثير يوبا الثاني لاشك»(.)39
وكذلك عثر على العديد من التماثيل البرونزية في «وليلي» وغيرها ،وكانت
هذه التماثيل ترجع للمدرسة الهلنستية التي ابتدات صناعتها في الازدهار بالمنطقة
في تلك الفترة ،فقد دلت الحفائر الحديثة على وجود مصانع للبرونز في «وليلي»
وأن «يوبا الثاني» له الفضل الكبير في تأسيس مصانع البرونز في مملكة موريتانيا،
ولنا أن نتساءل عن خامات هذه المعادن؟ ومن أين كان يؤتى بها؟ فأنه لم يثبت حتى
الأن وجود مناجم للنحاس أو القصدير بالمنطقة في تلك الفترة ،ولذلك يجوز لنا
-9-