Page 167 - African-Issue 41Arabic
P. 167
رغم بعض الإنجازات فإن واقع العمل السعودي صوب دول منطقة القرن
الأفريقي سواء كان في إطار الحوار أو العلاقات أو التعاون يبدو وقد علته قتامة
وأحاطت به غمامة ،فلا هو بالناصع ولا بالواضح ولا بالمتحرك ،وإن كانت الآمال
في وضوحه وسطوعه يمكن أن تتحقق إلي حد كبير وأن تتبدل الصورة إلي الأفضل
عبر مستقبل أرحب ،ففي الوقت الذي كان من الممكن لصانع القرار السعودي أن
يستغل العلاقات الدينية والثقافية بين السعودية وبين دول منطقة القرن الأفريقي
في تعزيز العلاقات الاستراتيجية أخذت هذه العلاقات الدينية والثقافية في التراجع
المخيف .وفي إطار تناول الأهداف الدينية والثقافية بين السعودية ودول منطقة
القرن الأفريقي يمكن التركيز علي العناصر الاتية:
أولا :المدركات الدينية والثقافية بين السعودية ودول منطقة القرن الأفريقي
من المؤكد أن المدركات الدينية والثقافية بين الشعوب تؤثر في مجال العلاقات
الدولية ،حيث تؤكد مبادئ وأدبيات الإعلام والاتصال الدوليين ،علي أهمية
المدركات الثقافية بين الشعوب في مجال العلاقات الدولية ،وتشدد علي أن عملية
بناء العلاقات بين الدول تعتمد في كثير من جوانبهما علي التصورات التي تكونها
الشعوب حول تراث وفكر بعضهم البعض ،وتقتنع تلك الأدبيات بأن أي تغيرات
في تحسن صورة دولة ما في وسائل الأعلام ،يمكن أن يحسن من السياسات التي
تتخذها دولة أخري تجاهها( .)55لقد شهدت العلاقات السعودية مع دول منطقة القرن
الأفريقي الرسمية مرجلة بلغت فيها أوج قوتها حيث تقاربت وجهات النظر سياسياً،
وتشابكت المصالح وانضوي العرب الأفارقة في منظمات إقليمية واحدة ،تتويجاً
لمسارات متعددة جمعت المملكة العربية السعودية ودول منطقة القرن الأفريقي معا.
( أ ) المسار التاريخي في مجال مقاومة الاستعمار في إطار حركات التحرير ضد
الاستعمار()56
(ب) الانضواء تحت لواء منظمة الوحدة الأفريقية التي مثلت في فترة معينة إطارا
قويا للتعاون المشترك ،وهو ما ترجمته الدول الأفريقية عندما قررت 29دولة
- 162 -