Page 164 - African-Issue 41Arabic
P. 164

‫للسياسة الإقليمية السعودية هو الحفاظ علي أمن النظام في مواجهة كل من التهديدات‬
‫العسكرية الإقليمية التقليدية وكذلك التحديات الأيديولوجية التي تأتي عبر الحدود‬
‫الوطنية وتواجه استقرار النظام وشرعيته علي الصعيد السياسي الداخلي‪ ،‬وقد‬
‫نشأ عن السعي وراء بلوغ هذا الهدف الذي أحيانا ما يتم علي المستوي الإقليمي‪،‬‬
‫يؤثر للقيادة السعودية في علاقتها الدفاعية والأمنية الإقليمية للسعودية علي ثلاث‬
‫مستويات جغرافية(‪ :)51‬الجوار القريب للسعودية وهو شبة الجزيرة العربية التي‬
‫تفرض عليه السعودية هيمنتها‪ ،‬ومنطقة القرن الأفريقي التي يلزم علي السعودية‬
‫التعامل مع العديد من دولها‪ ،‬وكذلك منطقة الشرق الأوسط التي لأبد أيضا من التزام‬

                  ‫السعودية من التعامل مع العديد من دولها ذات النفوذ الاقليمي‪.‬‬

‫لا يمكن فهم السياسة الدفاعية الإقليمية السعودية فقط من ناحية إطار الأمن‬
‫القومي حيث تستخدم النخبة الحاكمة في السعودية سياستها الإقليمية لتأمين الاستقرار‬
‫السياسي للنظام ضد التحديات الخارجية والداخلية علي حد سواء‪ ،‬ويمكن تهديد أمن‬
‫النظام بشن هجوم أو غزو عسكري‪ ،‬إلا أنه قد يواجه أيضاً تحديات من أيديولوجيات‬
‫وحركات تأتي عبر الحدود الوطنية يمكنها حشد المعارضة الداخلية ضد النخبة‬
‫الحاكمة وفي منطقة الشرق الأوسط‪ ،‬توحد هويات ذات نفوذ يمتد عبر الحدود وتقوم‬
‫علي مفهوم الإسلام والقومية العربية استطاعت جذب ولاء العامة سياسيا عبر‬
‫حدود الدولة‪ ،‬وكان النظام السعودي في الماضي عرضه بشكل خاص لمثل تلك‬
‫الإغراءات الأيديولوجية عبر الوطنية‪ ،‬إلا أنه قام بوضع استراتيجية إقليمية تهدف‬
‫إلي تحقيق التوازن الذي لا يقتصر علي مجابهة القوي العسكرية الإقليمية الأكثر‬
‫قوة بل يمتد ليشمل التصدي لأي جهات إقليمية فاعلة تحاول توظيف الأيديولوجيات‬
‫الأتية عبر الحدود الوطنية لاختراق المجتمع السعودي وحشد المواطنين السعوديين‬
‫ضد حلومتهم ونظرا لضعف قوتها العسكرية‪ ،‬قامت السعودية بتوظيف نفوذها‬
‫المالي وأيديولوجيتها عبر الوطنية المتمثلة في الإسلام السمح لتعزيز مصالحها‬
‫والتصدي لنفوذ الأخري بالمنطقة(‪ .)52‬فمنذ فترة انتهاء الحرب الباردة وما تلتها‬

                                  ‫‪- 159 -‬‬
   159   160   161   162   163   164   165   166   167   168   169