Page 169 - African-Issue 41Arabic
P. 169
اتفاقات ومعاهدات تعاون ثقافي وفني بين المملكة العربية السعودية ودول منطقة
القرن الأفريقي ،وهناك المدخل المؤسسي الذي يعني بدراسة الأجهزة والمؤسسات
القائمة علي إدارة العلاقات بين الطرفين ،وهناك من ناحية ثالثة المدخل الحركي
الديناميكي الذي يهتم برصد التفاعلات علي أرض الواقع بصرف النظر عن
وجود أو عدم وجود الإطارين السابقين ،علي أن تلك المحاور جميعها ليست بعيدة
الصلة بعضها عن البعض ،حيث ان بينها تداخلا وتفاعلاً يؤثر علي فاعلية هذا أو
ذاك من الأطر سلباً وإيجابا .فوجود إطار قانوني مؤسسي للعلاقة يسهل إلي حد
كبير العمليات الديناميكية علي أرض الواقع ،كذلك الحال في حالة وجود أرضية
مشتركة للعمل الفعلي فإنه يسهل تأطير ذلك العمل في سياق قانوني ومؤسسي وفي
كل الأحوال وانطلاقا من حقيقة أنه من الصعوبة بمكان رصد كافة المتغيرات
والمؤشرات الخاصة بالمصالح الدينية والثقافية للمملكة العربية السعودية في منطقة
القرن الأفريقي ،فإنه سيتم استعراض أهم ملامح تلك المحاور السابق ذكرها ،ثم
التركيز وبالتحليل علي دور هذه المؤسسات في مجال المصالح والأهداف والعلاقات
الدينية والثقافية في منطقة القرن الافريقي من خلال النقاط التالية:
ثانيا :نشر الإسلام وتعاليمة والتضامن الإسلامي:
من المعروف أن المملكة العربية السعودية دولة إسلامية ملتزمة بتطبيق
الشريعة الإسلامية في سياستها الداخلية والخارجية وهي بذلك معنية بالإسلام
والمسلمين في كل بقعة من بقاع الأرض ،ويكفي المرء أن ينظر إلي علمها الذي
يحمل كلمة الشهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله ،ليدرك حقاً أن هذا أكبر شاهد
وأقوي دليل علي هوية المملكة العربية السعودية ومبادئها ،ومن هذا المنطلق ومن
أجل هذا المبدأ ،اهتمت السعودية بأمر الدعوة إلي الله ،ووضعت إمكاناتها المالية
والبشرية في خدمة الإسلام والمسلمين في كل مكان فالمملكة هي الدولة الوحيدة
التي تتحمل مسؤولية حماية الأماكن المقدسة ورعايتها في مكة المكرمة والمدينة
المنورة ،وذلك بتوسعتها وتطويرها والعناية بها ،وتأمين سبيل الوصول اليها،
وتوفير الأمن فيها لجميع المسلمين والمسلمات من مشارق الأرض ومغاربها()60
- 164 -