Page 165 - African-Issue 41Arabic
P. 165

‫من أحداث ‪ 11‬سبتمبر وسقوط العراق ‪2003‬م وجدت السعودية نفسها تدفع علي‬
‫غير رغبة منها للعب دور قيادي إقليمي‪ ،‬كما أن صعود القوة الإيرانية وما ترتب‬
‫عليه من تزايد نفوذها في العراق‪ ،‬والنجاحات التي حققتها إسرائيل في منطقة القرن‬
‫الأفريقي والبحيرات العظمي وغيرها‪ ،‬كلها أمور دفعت السعودية إلي مجابهة متحد‬
‫إقليمي أخذ في الصعود فحتي ‪2008‬م كان النهج الذي تتبعه السعودية إزاء صعود‬
‫القوة الإيرانية يتمثل في محاولات ذكية لمشاركة إيران واحتوائها إلا أن مشكلة‬
‫الرياض تكمن في أن هذه السياسة لم تكن ناجحة إلي حد كبير وبالتالي‪ ،‬فمن الممكن‬

      ‫أن تقدم السعودية علي اتخاذ موقف أكثر تصادمية إزاء إيران في المستقبل‪.‬‬

‫وأمام هذا الوضع نجد أن صانع القرار السعودي يأخذ الموقع الجيواستراتيجي‬
‫التي تتسم به منطقة القرن الأفريقي بعين الاعتبار ويعزي ذلك التوجه إلي أن من‬
‫أهم مناطق الربط الاستراتيجي بين المملكة العربية السعودية ودول منطقة القرن‬
‫الأفريقي هو مضيق باب المندب المفضي الي البحر الأحمر‪ ،‬والرابط بين المحيط‬
‫الهندي والبحر المتوسط‪ ،‬ومن جهة أخري يرتبط البحر الأحمر مع كل من الخليج‬
‫العربي والقرن الأفريقي‪ .‬وفي إطار هذه العلاقة الارتباطية يبرز ارتباط المملكة‬
‫العربية السعودية بمنطقة لاقرن الأفريقي ارتباطاً دقيقان سواء من خلال البحر‬
‫الأحمر أو من خلال انعكاس نتائج التوترات والصراعات بين دول منطقة القرن‬
‫الأفريقي بعضها البعض‪ ،‬لاسيما وأن مجمل أحداث دول القرن الأفريقي كانت أحد‬
‫العوامل التي أدت إلي تدهور العلاقات السياسية بين الشرق والغرب‪ ،‬كما كانت‬
‫تلك الأحداث إحدي مسببات التهديد القومي السعودي والعربي علي السواء‪ ،‬بسبب‬
‫ارتباط الصراع بمسألة الأمن في البحر الأحمر(‪ .)53‬فأهمية دول منطقة القرن‬
‫الأفريقي والمملكة العربية السعودية‪ ،‬تتبع من الموقع الاستراتيجي المتميز لكليهما‬
‫وتأثيراته سواء في الملاحة الدولية أو في الاقتصاد العالمي أو في الاستراتيجية‬
‫العالمية‪ ،‬لذا تسعي المملكة العربية السعودية لتحقيق الوئام الأمني والدفاعي بينها‬
‫وبين دول منطقة القرن الأفريقي وهنا يسعي صانع القرا في السعودي الي استعادة‬

                                  ‫‪- 160 -‬‬
   160   161   162   163   164   165   166   167   168   169   170