Page 19 - African-Issue 41Arabic
P. 19
ومن الواضح أن الأردية كان لها طابع واحد مشترك ،أنها من الصوف ،وأنه
قطعة واحدة تحتفظ بالشكل الرباعي المستطيل الذي اكتسبه من نول النسيج ،ويلف
به الجسد وليس له أكمام ،وأخذت هذه الأردية عد ًدا في الأشكال والأنواع حسب
البلدان والمكانة الاجتماعية (.)54
كان يمكن ارتداء جلد الحيوان منفر ًدا أو الرداء منفر ًدا ،وكان للجلد في بعض
الأحيان أن يكون اللباس الفوقي( ،)55فتشير النصوص المصرية إلى الليبين ،وليس
لهم تحت أكسيتهم سوى غلاف القضيب التناسلي ،أو شملة (( )Pagneيرتديها
الرجال والنساء) ،والرومان قبل أن يأخذوا عن السكان الشملة كانت لهم سروال
صغير يسترون به تحت لباس الطوق ( ،)Togeولا تفرض العادات جلد الحيوان
أو الرداء طوال السنة كلها ،فالنساء والرجال الممثلون في الرسوم الصخرية يبدون
عادة مجردين من هذه الجلود والأردية ،وبقدر ما يسمح به النقش من إصدار حكم،
فأنهم يبدون عراة تما ًما ،أو لابسين لبا ًسا خفي ًفا ج ًدا ،غال ًبا ما يكون حزا ًما ومئز ًرا
مشدو ًدا على الفخذين ،وأحيا ًنا يصل حتى الإبطين(.)56
وعلى غرار الشملات فأن الأردية كان لابد لها أن تكون من الصوف ،المادة
التي يمكن الحصول عليها بسهولة في كل مكان ،والتي كان لها دائ ًما الأفضلية في
اللباس المحلي ،وليس لدينا دليل أن الكتان كان يزرع في المنطقة في هذه الفترة،
وكانت الأردية عريضة ،ولكن قصيرة ،بحيث لا تنزل إلى أسفل الفخذ ،ولم تكن
لها أكمام ،ومكونة من قطعتين إحداهما للظهر والأخرى للصدر ،خيطتا في جانبهما
الأسفل تحت كل إبط ،ويبقي الإبط عار ًيا ،وتتصل القطعتان فوق الكتف بواسطة
مشبك ،ولا شك أن الأمر كذلك على الكتف الأخرى التي لا تظهر في الرسوم على
عمود الإمبراطور»تراجان» ،وكان الرداء يمر من الرأس كالقميص(.)57
تذكر عدة نصوص أن الرداء كان يلبس دون حزام ،ولكن نقود «سفاكس»
وعمود «تراجان» تبرهن أنه لم يكن في كل الأحيان بدون حزام ،فهي تقدم أردية
مشدودة على البدن بحبل أو بحزام ،وعلى عمود «تراجان» نشاهد الثوب منتف ًخا
فوق هذا الحزام ،الذي أدخل فيه أسفل الثوب ،حيث تبقي الفخذ عارية ،وتذكر
- 14 -