Page 16 - African-Issue 41Arabic
P. 16
وكأنها صندوق أو غلاف يدخل فيه نصاب عريض ،وعلى الوجهيين الخارجيين
لهذه الأدوات عدة مواخز ،وكثيراً ما قيل أنها رؤوس للدبابيس استعملتها جيوش
أجنبية ،أو استتعملها الأهالي ،وكذلك عرف سكان شمال أفريقيا القديم الفؤوس
الحجرية المصقولة المركبة على نصاب (.)44
كان السكان عندما يخوضون معارك ضد الحيوانات أو ضد غيرهم من
الرجال يستعملون أسلحة حجرية تضرب بها الرأس بشدة ،وهي أسلحة تحمل
مباشرة باليد أو تركب علي نصاب قصير جداً ،أما ذريتهم فاتخذوا الخناجر أو
السكاكين ذات الشفرات الحديدية التي تصلح للحرب كما تصلح للصيد ،وكان هذا
هو سلاحهم الوحيد للقتال عن قرب ،أما سكين الرحل فقد ذكر سترابون أن الفرسان
الموريتانيين لم يكونوا دوماً يستخدمون السكاكين ،والفرسان الممثلون علي نقش
عمود «تراجان» ليس لديهم سكاكين ،ووجد كذلك سلاح يسمي النصل ()Gladius
وكان يدخل في جراب ولا يوضع بالجنب ،بل كان يعلق في حلقة من الجلد وتدخل
فيها الذراع(.)45
ولم يكن أصل السيف صناعة محلية ،لكنه صناعة إغريقية ورومانية ،وعلي
ما يبدو هذا السلاح كان مقتصراً على الرؤساء ،وفي القرون الأولي الميلادية،
استعمل السيف علي نطاق واسع(.)46
استخدم كذلك الأهالي المقاليع ( ،)Frondesفقد كان لصغار الرعاة مقاليع
يوجهون بها قطعانهم ،وكذلك من بين أسلحة السكان البومبران ()Boumerangs
(السهام) ،التي صنعت من الأخشاب ورؤسها من الظران ،والذي استخدمه كثيراً
من السكان في المملكة ،وتشير الكثير من الكتابات الأدبية الإغريقية واللاتينية ،في
فترة تمتد من القرن الأول قبل الميلاد حتى العصر البيزنطي ،على استخدام سلاح
المزاريق(عود خشب يحدد من أحد رأسيه ويشوى في النار ليكتسب الصلابة) من
قبل سكان المملكة من فرسان ومشاة في الصيد والحرب ،وقد عثر في بلاد القبائل
على كتابات ليبية ،تصور رجال ممسكيين بمزراقين أو ثلاثة ،ونشاهد على نقود
صكت بمملكة موريتانيا تحمل صور مزاريق أو مزراقاً واحداً(.)47
- 11 -