Page 17 - African-Issue 41Arabic
P. 17

‫كذلك عرف سكان مملكة موريتانيا التروس(درع)‪ -‬التي يتلقى عليها الضربات‪-‬‬
‫عبارة عن جلد حيوان مشدود على خشب– وكان قطر الترس خمسين سنتمتراً‪ ،‬وكانت‬
‫تصنع من جلد الفيل على الأخص لأنه سميك جداً‪ ،‬وكانت الترس محاطة بحاشية‪،‬‬
‫ومنتفخة قليلاً إلى الخارج مزودة بحدبة مستديرة كان الرومان يسمونها (‪ )Umbo‬والتي‬
‫كانت تقع وسط وجه الترس فتبعد الضربات‪ ،‬وفي باطن الترس شد سيران متوازيان‬
‫على شكل مقبضين‪ ،‬فيدخل الساعد في أحدهما وتمسك اليد بالثاني‪ ،‬وكانت مستعملة‬
‫عند الجنود المشاة وعند الفرسان‪ ،‬وميزة التروس أنها خفيفة الوزن سواء أثناء المعركة‬
‫أو حملها على الظهر في الطريق أو تعليقها على الجنب‪ ،‬أما إذا نزل المطر فإنها تبتل‬
‫وتثقل وتمثل عرقلة للجندي‪ ،‬وذكرها المؤرخون من بداية الحروب البونية إلى القرن‬
‫السادس الميلادي‪ ،‬وكانو يطلقون عليها عدة أسماء إغريقية ولاتينية‪ ،‬وعلى أنصاب في‬
‫بلاد القبائل الكبرى نشاهد المحاربين يحملون درقهم في اليد اليسري مع مجموعة من‬

              ‫المزاريق‪ ،‬ولا تزال هذه التروس مستعملة عند السكان حتى الآن(‪.)48‬‬

‫في بداية الأمر لم يعرف سكان مملكة موريتانيا الخوذة (‪ ،)Galea‬ففي الحرب‬
‫كما في غيرها رؤوسهم تبقي عارية‪ ،‬ولكن اقتبسها بعض الرؤساء من الخارج‬
‫أيضاً‪ ،‬وكانوا يلبسونها للرفاهية أو كسلاح للدفاع زمن المملكة المتأخر خاصة في‬
‫عهد “يوبا الثاني” ‪ ،‬وترينا قطعة من نقود فار ًسا وعلى رأسه خوذة‪ ،‬ووجد في‬
‫مدفن “ماسينيسا” خوذة من حديد لها شكل الكمثري‪ ،‬مناسبة لصيانة الرأس والقفا‬
‫والوجنتين‪ ،‬وكذلك الزى الحديدي(الذي يغطي الرداء الجلدي) والذي عثر عليه‬
‫بمدفن الخروب‪ ،‬وكان مستجلباً إيطاليا‪ ،‬لأنه ابتكار روماني لم يستخدمه الإغريق‬
‫من قبل‪ ،‬ويقول “بوليب” أن أكثر الرومان ثروة‪ ،‬كانوا يلبسون في الجيش الزرود‪،‬‬
‫يقول “فارن” (‪ )Varron‬أنها من اختراع الغاليين‪ ،‬أما المحليون فقد كانوا يغطون‬
‫أعلي الصدر بصدرية (‪ )Plastron‬من جلد‪ ،‬وكما يقول “سترابون” هي عادة‬
‫الفرسان الموريتانيين‪ ،‬وقد عثر في ضريح الخروب علي العتاد الحربي لأحد‬
‫الأمراء المتوفي أواسط القرن الثاني الميلادي‪ ،‬وكان أكثر هذا العتاد أسلحة كالخوذة‬
‫والزرد والرمح والسيف‪ ،‬مما يبين أن هذه الأسلحة المستوردة كانت فقط للأمراء‬
‫وأغنياء السكان‪ ،‬أما عامة السكان ظلوا على أسلحة آبائهم‪ ،‬إما بحكم العادة التي‬

                                  ‫‪- 12 -‬‬
   12   13   14   15   16   17   18   19   20   21   22