Page 18 - African-Issue 41Arabic
P. 18
تمسك بها سكان المملكة وإما لأنهم لم يكونوا من مالكي الثروات بحيث يستطيعون
تجهيز أنفسهم بهذه الأسلحة الحديثة(.)49
هـ -صناعة المنسوجات :
وكذلك ازدهرت صناعة المنسوجات في عهد «يوبا الثاني» ،حيث وجدت الملابس
والسراويل ذات الطراز المحلي واضحة في تماثيل البرونز التي حافظت لنا على
أشكالها ،ومنها ذلك التمثال الذي ربما يمثل أحد الأسرى من ثوار حركة أيدمون(.)50
كان لباس عامة السكان يتمثل في أشرطة من الجلد تعلو قمي ًصا قصي ًرا ،وفي
بعض الأحيان يلبسون لباس يستر العورة فقط (قراب العورة) الذي كان علامة
علي سن البلوغ لمرتديه من الذكور أو الإناث ،وهو عبارة عن ظرف من الجلد
( )Etui Phalliqueكما صورته النصوص المصرية ،والنقوش في مناطق متفرقة
بشمال أفريقيا ،وكان جلد الحيوان يشكل الملبس الأساسي للسكان ،ففي أحد النقوش
الصخرية بمدينة “بسكرة” نري عدة أشخاص ملابسهم بهذه الطريقة ،بحيث يبدو
أن الجلد مربوط على الكتف اليسرى ،ويغطي أعلى الصدر ،ثم يرتمي على الكتف
الأخرى لينزل على الظهر بطوله(.)51
وبعد ذلك بزمن طويل ذكر بعض الكتاب الإغريق والرومان أن كثي ًرا من
السكان قد حافظوا على هذه العادة التي هي مشتركة بين الرجال والنساء ،وكانوا
يستعملون إما جلود الحيوانات المتوحشة مثل الأسود والنمور والدببة وتيوس الجبل،
وإما جلود الحيوانات المستأنسة مثل الكباش والماعز على الأخص ،وكان لابد أن
تحتفظ الجلود بوبرها أو صوفها ،وكانت تصنع أردية النساء من جلد الماعز الذي
تزال أوباره وتجعل له الحواشي بجوانبه ويصبغ عادة باللون الأحمر(.)52
وأما السكان الأغنياء والرؤساء ،فكانت أرديتهم من نسيج الصوف ،وهو
عبارة عن رداء طويل مربوط إما على الكتف اليسرى وإما على اليمنى ،ويكون
مفتو ًحا من الأمام ،ويترك الذراعيين عاريتين ،وكان يرتدي مثل هذه الأردية
الرجال والنساء ويختلف زي النساء فيها بأنها كانت مزينة بتطريزات مبرقشة،
تمثل وشمات نباتية(.)53
- 13 -