Page 43 - African-Issue 41Arabic
P. 43
كما يشترط ابن خلدون أن تكون القابلة على دراية باستعمال بعض أنواع
المراهم والأدوية التي تلزم المولود وأمه ،و مدركة ما يلزم المولود لحظة الميلاد
حتى الفطام .ويذكر أيضا بأن هؤلاء القوابل كن أعلم وأبصر بهذه الأمور من
الطبيب الماهر( .)33وتلك شهادة عظيمة تتعلق بالمهارة الطبية للمرأة من مؤرخ
علامة عرف بتحري الصواب والدقة الرأي.
-4المرأة والصيدلة (العشابة):
امتهنت الكثيرات من النساء المغربيات الطب التقليدي ،لاسيما المسنات
منهن،فهنذوات الخبرة في الحياة عامة وفي مداواة العلل والأسقام بما لهن من معرفة
واسعة في الأعشاب الطبية ،اعتمدن عليها في علاج المرضى نساء وأطفالا،وقد
كانت خبرتهن في تحضير بعض العقاقير المستخلصة من النباتات ،وساعدهن في
هذه الممارسة الاستشفائية وفرة الغطاء النباتي في المغرب الإسلامي،وتنوعه
وعلى سبيل المثال كانت بجاية -حسب شهادة الرحالة الجغرافي الإدريسي -تتوفر
على العديد من النباتات الطبية ذاتأهمية في الدراسات الكيميائية والصيدلانية ،ففي
وصفه لمدينة بجاية في القرن (6هـ 12 /م) قال :ومن جهة الشمال بجاية جبل
يسمى «ميسون « وهو جبل سامي العلو ...وفي اكنافه جمل من النبات المنتفع
به في صناعة الطب» مثل شجرة الحضض والسقولو والقندريون والبرباريس
والقنطاريون الكبير والرواند والقسطون وغير ذلك من الحشائش الطبية (. )34
والجدير بالذكر أن ابن أندراس السالف ذكره كان جيد المعرفةبالنباتات
والبحث في خصائصها العلاجية و لاشك أن أهم عامل ساعده على ذلك هو تجواله
في الأمصار الإسلامية مشرقا ومغربا (.)35
وممن نبغن في الطب التقليدي في المغرب الإسلامي عائشة بنت عبد الرحمن
بن الطاهر البطر يطيشية الرجراجية ،تربت في بيت علم وتصوف وفضائل فكانت
ناسكة قانتة موسومة بالتربية الروحية ،وكانت لها خبرة في التداوي بالأعشاب(.)36
ونذكر أيضا ،فاطمة الحاجية الفاسية السالفة الذكر التي جمعت إلى جانب مهارتها
في فن الولادة بمعرفة ممتازة بالأعشاب وفوائدها الطبية (.)37
- 38 -