Page 49 - African-Issue 41Arabic
P. 49

‫والواضح أن الطب نال أيضا عناية الخليفة أبو يوسف يعقوب الموحدى‬
‫(ت‪580‬ه‪1184 ،‬م)‪ ،‬إذ كان له اهتمام كبير بحالة رعيته الصحية فكان كثير ما‬
‫يبني البيمارستانا تفي مدن الخلافة الموحدية(‪ )77‬ولعل أهم بيمارستان عرف في‬
‫عصره هو بيمارستان مراكش التي ابتناه المنصور ‪ ،‬ولنا فيه وصف لعبد الواحد‬
‫المراكشي الذي يبدوا أنه عاين مشافي مصر وبغداد والشام ‪ ،‬فأصدر رأيه الدال على‬
‫الإعجاب والتعظيم في قوله « لم أر في الدنيا مثله» ويقصد بيمارستان مراكش‪،‬‬
‫ويذكر أنه يحوي على قسم للرجال وقسم للنساء ‪ ...‬وبه أدوية وأطعمة وكان الخليفة‬
‫يزور المرضى جميعا بصفة مستمرة ‪ ،‬عقب صلاة الجمعة من كل أسبوع ويسألهم‬
‫عن مطالبهم‪ ،‬ومدى عناية الأطباء والممرضين بهم (‪ )78‬لكن المراكشي لم يخبرنا‬
‫من كان يشرف على النساء المريضات أطباء وممرضين أم طبيبات وممرضات‬
‫أم مزيج من هؤلاء وأولئك ؟ ولم يخبرنا عن الأمراض التي كان يختص بها قسم‬
‫النساء ؟ وانتشرت أيضاالبيمارستاناتزمن المرنيين ومن بينها بيمارستان سيدي فرج‬

                               ‫بفاس(‪ )79‬وبيمارستان سلا بالرباط (‪ )80‬وغيرها ‪.‬‬

‫والظاهر أن المغرب الأوسط حظى هو أيضا بوجود بيمارستانات حسنة البناء‬
‫– حسب شهادة حسن الوزان – في كتابه « وصف إفريقيا(‪« )81‬وهذا ما أكده الحافظ‬
‫التنسي في كتابه «نظم در والعقيان « قائلا ‪:‬و»في بعض المدن المحاطة بالأسوار‬
‫مثل قسنطينة وبجاية وتلمسان لازالت الحضارة ميزاتها في القرن التاسع حيث بها‬
‫كذلك حمامات ومدارس ونزل ومستشفيات(‪ »)82‬وانتشر هذا النوع أيضا من المراكز‬
‫الاستشفائية بتونس الحفصية‪ ،‬فقد ذكرها الزركشي لأول مرة عند تعريفه بالسلطان‬
‫عبد العزيز أبي فارس الذي تولى الملك من سنة(‪ 796،837‬ه‪)1393،1434 /‬‬
‫في قوله ‪ »...‬أن من حسناته إحداث المارستان بتونس للضعفاء والغرباء وذوي‬
‫العاهات من المسلمين ‪ ،‬وأوقف على ذلكأوقاف تقوم به(‪« )83‬كما ذكر أبي ضياف‬
‫اسم المارستان في قوله‪ »..‬من مآثر أبي عمران عثمان بن المنصور ‪...‬أمره بالسبل‬

                            ‫قرب المارستان ينتفع به من بجواره لقلة الماء»(‪.)84‬‬

                                  ‫‪- 44 -‬‬
   44   45   46   47   48   49   50   51   52   53   54