Page 47 - African-Issue 41Arabic
P. 47
-5السحر والشعوذة :
دلت المصادر أن المرأة قد مارست السحر والشعوذة طلبا للعلاج،فزوجة
يغمراسن كانت قد أوصت ولدها وهو ذاهب لزيارة الشيخ واضح أن يحضر لها من
عنده حجابا ،وأعطته لذلك كاغدا فكتب لها الشيخ الحجاب وأرسله مع ولدها (. )60
كما انتشر العلاج باستخدام الخرافات ،فكانت النساء يذبحن الذبائح،وخير مثال
على ذلك نساء مدينة قسنطينة كن يعالجن الحمى وأي مرض أخر قد يصبن به بذبح
دجاجة ،بيضاء ووضعها في وعاء مع كل ريشها ،ثم حملها إلى عين الماء وتركها
بعد أن تربط حول الوعاء بضع شمعات مصنوعة من شمع العسل ،وكان البعض
لا يعتقدون مثل هذه الخرافات،ويقوم بعضهم بمتابعة المرأة عندما يرونها تتجه نحو
العين ،مع وعاء الماء والدجاجة كي يأخذونها بمجرد أن تقفل راجعة ،ثم يطبخون
الدجاجة ويأكلونها (. )61
وكانت النساء المريضات تستعين بأحجار خاصة ذات ألوان شتى تجلب من
السودان ،تتنافس في أثمانها ،ويذكر أنها نافعة في أنواع من العلاجات الطبية،
كعلاج الثدي و تسهيل الولادة والرقية أيضا (. )62
ومن خلال ما ذكرناه يتبين أن مثل هذه الممارسات الاستشفائية المتمثلة في كتابة
التمائم ،وإن كانت تصدر من الأولياء ،إلا أنها لا تخلو من مظاهر السحر والشعوذة،
كما تجدر الإشارة إلا أن مثل هذه المعتقدات مارستها حتى الطبقة الحاكمة.
ثالثا -المراكز الاستشفائية لمعالجة المرأة
اتخذت المرأة في المغرب الإسلامي مراكز استشفائية خاصة ،توفر لها العلاج
العضوي ،والعلاج النفسي ،اللازم لها ،ومن بينها البيوتات ،والقصور ،والربط،
والزوايا والبيمارستانات (المستشفيات ) .
-1البيوتات والقصور:
مما لاشك فيه أن المرأة امتهنت وظيفة التمريض والتطبيب والتوليد بهده المراكز،
فإذا حان وقت الولادة أو في حالة مرض المرأة ،قد تلجأ الأسر لاستدعاء الطبيبة أو
- 42 -