Page 46 - African-Issue 41Arabic

‫وتذكر نللى سلامة‪،‬نقلا عن مناقب السيدة عائشة المنوبية أنها عالجت أحد‬
‫المصابين في رجله بواسطة التفل فذهب عنه وجعه وتضيف نللى « ثم قالت ‪-‬أي‬
‫السيدة عائشة للمريض‪ -‬قبل الله زيارتكم وقضى حاجتكم (‪ . )49‬كما مارس هذا النوع‬

‫من العلاج أبي يعزي (‪.)50‬‬

‫‪ -3‬الـــــــــــــدعاء ‪:‬‬

‫يعتبر الدعاء (‪ )51‬من أكثر الممارسات المتصلة بالولاية رواجا (‪ ،)52‬وتكاد‬
‫لا تخلو ترجمة أو مصنف في مناقب ولي من الأولياء من الحديث عن دعائه‬
‫المستجاب ‪،‬واجتماع الناس عليه لطلب الدعاء(‪ .)53‬ويعد الدعاء من أبرز أساليب‬
‫العلاج الروحاني‪ ،‬الذي انتهجه علماء المغرب في اعتبارهم أنه مستجاب الدعاء‬
‫لتقواهم ‪،‬فقد دعا الشيخ أحمد بن يوسف الراشدي لامرأة مريضه بالداء العضال‬
‫فشفيت بإذن الله‪،‬وعادت مع زوجها سالمة‪،‬كأن لم يصيبها شيء (‪ . )54‬وقد دعا هذا‬
‫الشيخ أيضا لامرأة كان لا يعيش لها أولادها فاستجاب الله له وشفيت المرأة من‬
‫مرضها (‪ .)55‬وهذا الولي عبد العزيز التونسي‪ ،‬كان إذا جاءه أحد للدعاء له والتبرك‬

‫به كان يأمره بالذهاب إلى أخته لتدعو له (‪.)56‬‬

‫‪ -4‬الحجامة ‪:‬‬

‫وسيلة طبية قديمة وشائعة لمعالجة بعض الأمراض‪،‬وقد مارسها الحبيب‬

‫المصطفى عليه الصلاة والسلام‪ ،‬ولنا في البخاري ما يدل على ذلك قال الأنصاري‪:‬‬

‫أخبرنا هشام بن حسان حدثنا عكرمة عن أبي عباس رضى الله عنهما أن رسول‬

‫الله احتجم في رأسه(‪ ، )57‬ويذكر أن المرأة كانت تمارس هذا النوع من العلاج في‬

‫الأسواق عند الرجال‪،‬كما كانت تمارسه أيضا عند النساء‪ ،‬فقد زاولته أم علي ابنت‬

‫أبي غالب الإدريسي (ت‪ 801‬ه‪1398/‬م)‪ ،‬وعلمت هذه الصنعة لابنها المذكور(‪)58‬‬

‫‪،‬وكان المحتسب ينهي الحجام عن الخلوة بالنساء في حوانتهم ونادى بأن يكونوا لهم‬

‫مكان واضح وبارز في السوق تراه كل الأبصار بوضوح‪،‬تحت رقابة المحتسب‬

‫باستمرار (‪.)59‬‬

‫‪- 41 -‬‬