Page 44 - African-Issue 41Arabic
P. 44
ثانيا – أساليب علاج المرأة :
شاع الاعتقاد في الطب الروحاني في الأوساط الاجتماعية العامة في المغرب
الإسلامي ،فاتجه المرضى للأولياء الصالحين طمعا في الشفاء ،وهذا نظرا لقلة
الأطباء وعجزهم عن علاج بعض الأمراض التي تعاني منها المرأة ،وتتجلى هذه
الأساليب بوضوح من خلال بعض الطقوس الاستشفائية التي يمارسونها هؤلاء
الأولياء داخل المجتمع
وكان نمط العلاج عند هؤلاء الأولياء ذا طابع ديني ،لأن الشفاء في هذه الحالة
يكون بيد الله سبحانه وتعالى ،وما كان دور الأولياء إلا سببا في ذلك بفضل ورعهم،
لهذا تعددت أساليبهم في علاج المرأة و تمثلت فيما يلي :
-1الــــــــــــــرقية :
ورد في لسان العرب أن الرقية ( )38هي العوذة التي يرقى بها صاحب الآفة
كالحمى والصرع والرقية للشفاء من عين أو حمى ،و قد أمر الرسول صلى الله عليه
وسلم بالرقية ،وور ّدفي البخاري عن عروة بن الزبير عن زينب ابنة أبي سلمة ،عن
أم سلمة رضى الله عنهم :أن النبي رأى جارية في وجهها سفعة فقال « :استرقوا
لها فإن لها النظرة»()39
فقد كانت الرقية ولازالت تستخدم كعلاج للحالات المرضية المزمنة،والميؤوس
من علاجها ،وعلاج الصرع ،والجن ،والعين ،والعقم،فعلى سبيل المثال كانت المرأة
العاقر يرقى لها في ماء المطر ،بعد أن يوضع في إناء جديد وتقرأ عليه الفاتحة وآية
الكرسي ،وقل هو الله أحد والمعوذتين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم سبع
مرات وتشربه المرأة سبع ليال متتالية فإنها تحمل بإذن الله ( .)40وتضيف المصادر
أن أبا عبد الله محمد بن يخلف الرباوي (ت699ه 1300/م)أنه كان يرقي النساء
من فوق العباءة ،فأكثر الناس عليه في أمر النساء فترك ذلك( .)41ونستشف من هذا
أن الاعتراض هنا ليست الرقية في حد ذاتها،وإنما ممارستها عن طريق رجل على
- 39 -