Page 48 - African-Issue 41Arabic
P. 48
القابلة إلى البيوتات أو إلى القصور ليتم الكشف عنها ،فقد كانت تستدعى كل من أم
العلاء وابنتها من عائلة ابن زهر إلى دور وقصور الموحدين للكشف عن نسائهم(.)63
-2الربط والــــــــزوايا :
جمع رباط ومعناها في اللغة مرابط الخيول ( ،)64ثم تحولت الكلمة إلى المكان
الذي يعد لملاقاة العدو ( )65ثم تطورت الربط لتصبح أماكن للعبادة وإقامة للصوفية
( )66كما كانت ملجأ للنساء ،فقد قال ابن زيات في روايته عن أبي عبد الله محمد بن
خالص الأنصاري أن منية بنت ميمون الدكالي( )67قالت « :حضرت برباط شاكر
ألف امرأة من الأولياء»(.)68
ومما لاشك فيه أن هذه الأربطة ،كانت تحقق الرعاية الاجتماعية للنساء،فكانت
مقاما للأرامل والمطلقات والمسنات ،و مركزا استشفائيا تجد بها المرأة العلاج( ،)69أما
الزاوية فمثلها مثل الربط في أداء الوظيفة نفسها من حيث توفير المأوى والعلاج لبعض
النساء ،فيذكر محمد حسن نقلا عن كتب المناقب عن دور زاوية ،أبي السعيد الباجي
في فك بعض النساء من أسرى النصارى وإيوائهم الزاوية ( ،)70وقد اشتهرت زاوية
القرنبالي الواقعة قرب مكان يدعى السواري -،فضلا عن العديد من الزوايا – بإنشاد
شيخها القرنبالي ودعائه التطبيب ،إذ كانت النساء تقبلن عليه للمداواة فيقوم بالرقي
وغيره ( ،)71ولما عيب عليه ذلك ،اعترض بحجة أن الطبيب النصراني بتونس يتولى
مداواة النساء دون حرج ( )2وكيف لايخول ذلك على سبيل المثال لطبيب المسلم (.)72
-3البيمارستانات :
شهد المغرب الإسلامي ظهور مثل هذه المراكز الاستشفائية منذ القدم فقد
وجد بتونس عدت بيمارستانات (المستشفيات) في المدن الكبرى كالقيروان وسوسة
وصفاقس( ،)73ووجد في القيروان ربض المبتلين أو المجذومين( )74ويسمى أيضا
بالدمنة( ،)75ويقع قريبا من مقام الصحابي الجليل أبي زمعة البلوي ،وفر للمرضى
حاجتهم من مساكن يأوون إليها وسقية يسقون منها،وما ورد عن هذا الربض إشارة
خاطفة للبرزلي يذكر فيها أنه خرب على أيدي أعراب بني هلال حين زحفهم على
إفريقيا خلال القرن ( 5هـ 10،م)(.)76
- 43 -