Page 528 - African-Issue 41Arabic
P. 528
-1الـــريــاح :
الرياح عبارة عن حركة الهواء من مكان إلى آخر على سطح الأرض في
حركة أفقية أو من أسفل إلى أعلي في حركة رأسيه بسبب تباين في توزيعات
الضغط المسئول عنها بالدرجة الأولى درجة الحرارة .ومما لا شك فيه أن الرياح
كأحد عناصر ال ُمناخ تلعب دوراً بارزاً ليس فقط في التأثير على بعض عناصر
المناخ المختلفة ،وإنما يتعداه ليصل إلى كونها أحد العوامل الرئيسية المؤثرة على
نظام بحيرة قارون ،فحركة الرياح على سطح الماء تؤدى إلى إحداث تموجات على
سطح المياه تنتهي إلى تكوين تيارات مائية تتحرك في اتجاه الرياح فتعمل على
توزيع المياه في أرجاء البحيرة(.)64
وقد تبين من الدراسة اكتساب الصيادين للعديد من السمات الثقافية الناتجة عن
تعاملهم مع البيئة حيث أصبح لديهم معرفة جيده بالظواهر الطبيعية وما تواجهم في
بعض الأحيان من مشكلات يتعرضون لها أثناء تواجدهم بالبحيرة فقد عرفوا كيفية
التعامل مع الرياح الشديدة حيث تعمل على حدوث تموجات للمياه تعرف «بالمتير»
فيؤكد أحد الصيادين « إحنا قبل ما نذهب للصيد بنشوف طبة الريح» ويقصد بذلك
أن لديهم رؤية ومعرفة بالرياح واتجاهاته ،فالبعض يزيد من عدد العاملين على
المركب للتحكم في المجداف ،بينما يتعامل الآخرون مع ذلك بفرد الشراع حسب
إتجاه الريح وإذا اشتدت الرياح يطوي الصياد الجزء المتبقي من القماش المعروف
عندهم باسم «الكنيه» ويترك ثلثه ،ويربط في الشراع ما يعرف «الصفاح» لتقوية
المركب وحمايته من الانقلاب .
وفي حالة وجود الرياح « اللفافة « التي تؤدي لغرق المركب يبدأ الصياد ذو
الخبرة خاصة من كبار السن بالجلوس على ظهر المركب لعملية الإنقاذ .ونظراً
لوجود الخبرة عند العديد من الصيادين بظروف البيئية الطبيعية فقد أصبحوا على
دراية تامة بمجئ الريح من نظرتهم للجو والسحاب والغيوم الموجود بالسماء.
وبذلك يتجنب الصيد أثناء هذه الفترة .وتوضح النسبة المئوية لاتجاهات الرياح
- 523 -