Page 23 - 2015-37
P. 23
كان هؤاء الطلبة عمدة الدعوة الموحدية ،والمبشرين بمبادئها وكان ابن
تومرت يهتم بتعليمهم ويلقنهم بنفسه عقيدة التوحيد وما ينبغي عليهم أن يتبعوه في
أعمال الدعاية ،وربما كان يقوم بتدريبهم على استخدام أساليب المنطق والتي أطلع
عليها في المشرق ،وبرع فيها حتى فاق أهل زمانه .وبعد أن يتم هؤاء الطلبة
دراستهم وتدريبهم كان ابن تومرت يرسلهم – في كثير من اأحيان – إلى قبائلهم
لكي يوطدوا أسس الدعوة ،وينشروا تعالميها في كل مكان يحلون فيه(.)140
وقد ذكر بعض المؤرخين اسماء بعض هؤاء الطلبة الذين أسدوا إلى الدولة
خدمات جليلة ومنهم أبو محمد عطية المنكصي الذي أرسله ابن تومرت عام 520هـ
إلى منطقة غجدامة لنشر دعوته(.)141
سابعاً :استخدام ابن تومرت ساح الحيلة ،فقد احتال على جمهور العامة من
أجل دعم دعوته وجذب اأنصار لها ،ومن أجل تخليص المجتمع من المشككين في
مهديته.
الحيلة اأولى :لجأ إليها بعد هزيمة جيشه أمام المرابطين عام 517هـ1121/م
ومقتل خلق كثير من المصامدة ،ولما رجع الجيش إلى ابن تومرت ،جعل يهون
عليهم أمر الهزيمة ويذكر لهم أن القتلى شهداء( .)142ولجأ إلى حيلة غريبة اذ أتفق
مع جماعة من أصحابه على أن يقوم بدفنهم أحياء في مكان المعركة ،ويترك لهم
متنفساً في قبرهم وقال لهم :إذا ُسألتم فقولوا قد وجدنا ما وعدنا به «المهدي» حقاً
من مضاعفات الثواب على جهاد لمتونة ،و ُعلو الدرجات التي نلنا بالشهادة وأن ما
دعاكم اإمام المهدي حق .ووعدهم إذا فعلوا ذلك بمنزلة عالية لهم عنده لقد فعل
ذلك ليهون على الموحدين ما أصابهم من القتل والجراحات وقال أشياخ الموحدين:
أنتم حزب ه وأنصار دينه ،فجدوا في قتال عدوكم وإن كنتم ترتابون فيما أقول لكم
فاذهبوا إلى موضع المعركة واسالوا من قتل اليوم من إخوانكم .فأتى بهم إلى مكان
المعركة ثم نادى برفع صوته :يا معشر الشهداء أخبرونا ما لقيتم من ه عز وجل،
فقالوا وجدنا عند ه ما ا عين رأت وا أذن سمعت وا خطر على قلب بشر ،فلما
سمعوا الجواب رجعوا إلى قومهم وقبائلهم وأخبروهم بما سمعوا.
- 18 -