Page 18 - 2015-37
P. 18
لقد أدعى ابن تومرت هذا النسب كوسيلة لكسب اأنصار لدعوته الجديدة(.)105
وتبرير إدعائه أنه المهدي المنتظر وتبرير عصمته في المرحلة اأخيرة لدعوته فقد
قال« :يعرف المهدي بالنسب ،فإنه من ذرية فاطمة بنت رسول ه صلى ه عليه
وسلم»(.)106
رابعاً :أخذ محمد بن تومرت لقب اإمام قبل أن يجهر بدعوته وبأنه المهدي
المنتظر ،وأكد في دعوته على ضرورة ااعتقاد باإمامة على الكافة خاصة أنه
قال« :ا يصح قيام الحق في الدنيا إا بوجوب اعتقاد اإمامة في كل زمان إلى أن
تقوم الساعة»( ،)107ويقول أيضاً« :أنها دين السلف الصالح ،واعتقادها دين والعمل
بها دين والتزامها دين( .)108بل يزعم أنها ركن من أركان الدين وعمدة من عمد
الشريعة»(.)109
لقد خالف ابن تومرت السنة النبوية المطهرة حين اعتبر أن اإمامة ركن من
أركان الدين ،لكنه أتفق مع جوهر العقيدة الشيعية التي تعتبر اإمامة من أركان
اإسام ،ويتضح التصور الشيعي لإمامة عند ابن تومرت أيضاً في قوله« :إن
اإمام معصوماً من الفتن والجور والبدع ومن العمل بالجهل»( .)110وهذا التصور
الشيعي لإمامة الذي أخذ به كان مطية لبلوغ أهدافه السياسية(.)111
وحين نحلل السياق الذي وضع المهدي فيه معنى اإمامة نجده سياق سياسي
أكثر منه ديني ،إذ نراه يلح على السمع والطاعة واامتثال واإتباع وااقتداء
واالتزام بها يؤكد هذا السياق السياسي لإمامة أنه يطلب من أتباعه بضرورة اأخذ
بسنة اإمام في كل شئ .وهو بذلك يمهد لعمله السياسي وثورته على المرابطين(.)112
لقد كان اتخاذه صفة اإمامة مقدمة لترسيخ دعوته القادمة بأنه المهدي أن العاقة
بين اإمامة والمهدوية هي عاقة ذات ارتباط عضوي فالمهدي إمام( .)113هكذا كان
يمهد إدعائه بأنه المهدي.
خامساً :أدعى محمد بن تومرت أنه المهدي المنتظر .فبعد أن غادر مراكش
خوفاً على حياته أتجه إلى أغماث التي غادرها على عجل خوفاً من تتبع المرابطين
له وحين وصل إلى تينمل عام 514هـ1120/م أقنع أتباعه بقرب ظهور المهدي
- 13 -