Page 19 - 2015-37
P. 19

‫المنتظر الذي سيخلص الباد من شرور المرابطين وظلمهم‪ ،‬وقام بنشر اأحاديث‬
‫المروية بهذا الشأن وأشاعها بين العوام‪ .‬وأعلن أن اإيمان بالمهدي واجب‪ ،‬وأن من‬
‫شك فيه كافر‪ ،‬وأنه صادق في أقواله‪ ،‬وأنه يقطع الجبابرة وأنه يفتح الدنيا شرقها‬

                                                                ‫وغربها(‪.)114‬‬

‫وبدأ ابن تومرت يسرد للقبائل الملتفة حوله اأسباب التي جعلت ظهور المهدي‬
‫المعصوم أمراً محتوماً فقال لهم‪ :‬لقد عطلت اأحكام‪ ،‬وفسدت العلوم‪ ،‬وماتت السنن‪،‬‬
‫وذهب الحق‪ ،‬وارتفع العدل‪ ،‬وأظلمت الدنيا بالجهال‪ ،‬وأسودة بالكفر والفسوق‬
‫والعصيان‪ ،‬وأمتأت بالجور‪ ،‬وسوف يأتي به ه في زمان انتشرت فيه الظلمات‬

                                                              ‫واأباطيل(‪.)115‬‬
‫وقال أيضاً أتباعه مبرراً ظهور المهدي المعصوم‪« :‬أن العلم ارتفع‪ ،‬وأن‬
‫الجهل عم‪ ،‬والباطل عم والضال عم والجور عم‪ ،‬وأن الرؤساء الجهال (يقصد‬
‫حكام المرابطين) استولوا على الدنيا‪ ،‬وأن الباطل ا يرفعه إا المهدي‪ ،‬وأن الحق‬
‫ا يقوم به إا المهدي‪ ،‬وأن المهدي معلوم والعلم به ثابت في كل مكان‪ ،‬وأن اإيمان‬

                                   ‫به واجب والشك فيه كفر وأنه معصوم(‪.)116‬‬

‫هكذا روج ابن تومرت لفكرة المهدي بين قومه‪ ،‬ولما استوثق من قبيلته وأنصاره‪،‬‬
‫ومنعة موقعه في تينمل والذي ا يصل إليه أحد إا من طريق ا يمشيها إا راكب‬
‫بعد راكب‪ ،‬فيسد خلله أقل عصبة من الناس لما فيه من التوعر(‪ ،)117‬جمعهم وخطب‬
‫فيهم قائاً‪ :‬الحمد ه وصل ه علي سيدنا محمد المبشر بالمهدي‪ ،‬الذي يمأ اأرض‬
‫قسطاً وعداً كما ملئت ظلماً وجوراً بمشيئة ه إذا نسخ الحق بالباطل مكانه المغرب‬
‫اأقصى‪ ،‬وزمانه آخر الزمان‪ ،‬وأسمه اسم النبي ونسبه نسب النبي‪ ،‬وقد ظهر جور‬
‫اأمراء وامتأت اأرض بالفساد وهذا آخر الزمان‪ ،‬وااسم ااسم‪ ،‬والنسب النسب‬
‫والفعل الفعل(‪ .)118‬لما فرغ من كامه بايعه أهل العشرة على أنه المهدي(‪ .)119‬وكان‬
‫قبلها يلقب باإمام(‪ .)120‬وكانت بيعته كمهدي عام ‪515‬هـ‪1121/‬م(‪ .)121‬إا أن ابن‬

                          ‫القطان ذكر أن بيعته كانت سنة ‪516‬هـ‪1122/‬م(‪.)122‬‬
                                  ‫‪- 14 -‬‬
   14   15   16   17   18   19   20   21   22   23   24