Page 20 - 2015-37
P. 20
ثم يوظف ابن تومرت زعمه بأنه المهدي توظيفاً سياسياً حين طلب من أتباعه
طاعته في الظاهر والباطن وفي السر والعانية ،وفي أمور الدين والدنيا ،فسنته
سنة ه ورسوله ،وأمره أمر ه ورسوله ،وطاعته طاعة ه ورسوله ،ومرضاته
مرضاة ه ورسوله ،وطاعته طاعة ه ورسوله(.)123
وقد شارك في اادعاء الكاذب بأنه المهدي أخذ كتاب الموحدين وهو ابن
القطان الذي زعم في رواية ا يمكن قبولها أنه وقع في يده في اأندلس كتاباً جاء
فيه إن المهدي يخرج من جبل درن (اأطلس) وذكر أيضاً أتباعه وأنصاره وأشياعه
مصمودة(.)124
لقد أخذ ابن تومرت فكرة المهدي المنتظر المعصوم من مذهب الشيعة اإمامية،
والواضح أنه لم يكن له صلة بهذا المذهب وا يميل إلى التشيع .لقد كان أخذه بما
قالت به الشيعة أهداف سياسية ،واستغااً لقول من أقوالهم يتعلق بالحكم أكبر مما
يتعلق بالعقيدة واأحكام(.)125
لقد كان القتل نصيب من يشك في أنه المهدي المعصوم ،وهذا ما حدث مع
الفقيه اإفريقي الذي كان من أهل العشرة ،فقد سأل عن أسباب قتال قبيلة هزميرة
المصمودية ،وكان السؤال يعني الشك في عصمة اإمام المهدي(.)126
سادساً :أسس ابن تومرت عدة مجالس بعد أن رتب جماعته في طبقات حسب
إخاصهم .فهو لم يكتف بالنفوذ الشخصي الذي كان قد استطاع تحقيقه بوصفه
المهدي المعصوم ،بل نجح في إقامة تنظيماً جديداً لجماعة الموحدين يوضح أن لديه
ملكة تنظيمية كبرى وأول هذه المجالس:
أهل الدار :أي أهل دار اإمام المهدي ،وذكر البيذق أهل الدار وعددهم عشرين
أسماً ،وبقراءة اأسماء يتضح أن منهم سبعة من قبيلة هرغة قبيلة المهدي ،ومن بين
هؤاء السبعة أخوة المهدي الثاثة .وضم أهل الدار اثنان من قبيلة أصادة وواحدة
من تينمل وقبيلة حاحة وقبيلة زنانة ،أما اأسماء الثمانية اأخرى لم يقدم لنا البيذق
- 15 -