Page 43 - 2015-37
P. 43

‫أما في العصر الحفصي تعود المصادر لتذكر مؤسسة شبيهه بمؤسسة (الديوانة)‬
‫ُتسمي (ديوان البحر) وتعتبر هذه المؤسسة من الخطط المخزنية الرسمية والمهمة‬
‫للدولة الحفصية وهي المؤسسة اأولي التي كانت ُتعني بأمور التجارة البحرية والموانئ‬
‫والتجار اأجانب‪ ،‬كما كانت من وظائفها اأساسية تحصيل الضرائب المفروضة علي‬
‫التجارة البحرية أو سداد ما علي الدولة من ديون أو أموال لدول أو تجار أجانب‪ ،‬ويبدو‬
‫أن مداخيل ديوان البحر كانت ضخمة جداً حتى أن من تولي إدارته من أصحاب النفوس‬
‫الضعيفة كان يجمع منه ثروات ضخمة(‪ .)42‬وقد كان ديوان البحر موجوداً في الميناء(‪.)43‬‬
‫ومن تلك المؤسسات أيضاً (دار المختص) ومن الراجح أن تكون دار المختص‬
‫هذه والتي أشارت المصادر الي وجودها بتونس من القرن السابع الهجري ‪ /‬الثالث‬
‫عشر الميادي الي القرن التساع الهجري‪/‬الخامس عشر الميادي‪ ،‬إلى جانب دار‬

       ‫اإشراف‪ ،‬هي مقر إدارة المكوس وتحصيل ضرائب السوق بالعاصمة(‪.)44‬‬

‫إا أننا يجب أن نحطاط في الحكم علي أن المؤسسات السابقة الذكر(الديوانة)‬
‫(إمارة البحر)(ديوان البحر) (دار المختص) هي مسميات مختلفة لمؤسسة واحدة‪،‬‬
‫فليس هناك من اأدلة التاريخية خاصة في المصادر العربية التي ذكرتها ما يثبت‬

                                                               ‫أو ينفي ذلك ‪.‬‬

‫كما أن النشاط التجاري المغربي والتجار المغاربة قد تعاملوا مع مؤسسات‬
‫أخري شبيه بالمؤسسات المغربية سابقة الذكر في الموانئ التي رحلوا لها‪ ،‬فمثاً‬
‫كان هناك ديوان خاص بالبحر في ميناء اإسكندرية مهمته التفتيش علي السفن‬
‫القادمة والبحث عن أي سلع مخالفة وتحصيل الضرائب‪ ،‬وااستعام عن أحوال‬

       ‫الباد القادم منها تلك السفن‪ ،‬وااستفسار عن اتجاه السفينة بعد المغادر(‪.)45‬‬

‫كما أن هناك نوع من المؤسسات التي اختصت بتنظيم المعامات التجارية‬
‫خاصة فيما يتعلق باأموال وتأمينها‪ ،‬وهو ما يمكن أن نطلق عليه تجاوزاً (المصرف)‪،‬‬
‫والجدير بالذكر أن المصارف في الباد اأوربية كانت مؤسسات فردية ‪ ،‬ولم تكن‬
‫تقوم بعمليات واسعة النطاق‪ ،‬وإنما كان يقام في كل سوق منضدة هي أصل البنوك‬

                                  ‫‪- 38 -‬‬
   38   39   40   41   42   43   44   45   46   47   48