Page 490 - 2015-37
P. 490
لين العظام وأمراض الجهاز التنفسي كنزات البرد ،ونظ ًرا لوقوع معظم القارة
اإفريقية في العروض المدارية التي تمتد بين دائرتي عرض 37شمااً و35
جنو ًبا -فيما عدا أطرافها الشمالية والجنوبية التي تقع في العروض المعتدلة -أصبحت
اأمراض الطفيلية والمعدية مثل الماريا والبلهارسيا ومرض النوم هي المتوطنة
بها (سليمان.)2013 ،
( )2التضاريس
أن مظاهر سطح اأرض لها أثر واضح على صحة اإنسان سواء بطريق
مباشر أو غير مباشر ،ولكون القارة اإفريقية تمثل منطقة هضبية منبسطة وتكثر
بها المستنقعات والمياة الراكدة التي تساعد على توالد البعوض مثل المستنقعات
الموجودة في حوض الكونغو والنيجر والزمبيزي ومنطقة السدود في السودان –
فقد ساعد ذلك على انتشار أمراض المناطق المنخفضة والسهول مثل البلهارسيا
والماريا وذلك أن الماريا تنتشر في المناطق التي يقل ارتفاعها عن 1500متر
فوق مستوى سطح البحر ،وكذلك الحال بالنسبة للكوليرا (سليمان.)2013 ،
( )3الظروف المناخية
أثبتت العديد من الدراسات أن غالبية اأمراض البشرية لها عاقة بالجو
والمناخ ،فبعض الظروف الجوية تسبب أمرا ًضا معينة ،وبعضها يساعد على ظهور
أمراض كامنة في جسم اإنسان بالفعل ،كما أن تباين الظروف الجوية عبر فصول
السنة له تأثيره الواضح على صحة اإنسان وعلى نوعية اأمراض التي يمكن أن
يصاب بها ،حتى صارت اأمراض توصف بأسماء الفصول كأمراض الصيف
مثل :اإسهال وضربات الشمس ،وأمراض الشتاء مثل :اإنفلونزا ،وأمراض الربيع
مثل الرمد الربيعي (عبد الكريم.)2008 ،
يعد المناخ أكثر عناصر البيئة الطبيعية تأثي ًرا على صحة اإنسان ،وقد يتم هذا
التأثير بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ،فالتأثير المباشر يتمثل في تأثيره على نشاط
اإنسان وبذله للجهد والحركة وإصابته ببعض اأمراض ،أما التأثير غير المباشر
يتمثل في تهيئة المناخ والظروف المناسبة لتكاثر وتوالد الحشرات والميكروبات
الناقلة لأمراض .فعندما تمأ اأمطار المنخفضات السطحية الصغيرة بالمياه تجد
- 486 -