Page 46 - 2015-37
P. 46

‫وكانت تلك الفنادق تتبع كل من أهل بيزة وفلورانسا وجنوة والبندقية وصقلية‬
‫ومرسيليا وميورقة واأراغونيين والروسيين وكونط مونبوليي اللذين كانوا رعايا‬
‫ملوك ميورقة وأراغون حتى عام‪750‬هـ‪ .1349/‬وقد أمكن من خال النص العربي‬
‫لاتفاقية التي وقعت بين بني خراسان وبيزة‪ ،‬أن استنتج المحقق أماري ومن اقتدي‬
‫به من المؤلفين اآخرين أن رعايا بيزة كانوا يملكون فندقاً في مدينة تونس‪ .‬وقد‬
‫كان لبيزة وجنوة مراكز تجارية بكل من صفاقس وقابس وسا منذ القرن السادس‬
‫الهجري‪/‬الثاني عشر الميادي‪ ،‬لكن قلياً ما كانت المعاهدات تبلغ أهدافها‪ .‬ومنذ‬
‫عام‪650‬هـ‪1252/‬م كان للتجار القطلونيين فندق في تونس‪ ،‬وهـو على ملك عاملهم‬
‫الذي أحال استغاله لمدة عامين مقابل شئ من المال‪ ،‬إلي واحد منهم بصفة قنصل(‪.)56‬‬

‫وقد كان الفندق المسيحي بالمغرب عبارة عن مجمع سكني مشابه بخانات التجار‬
‫اأجانب الشرق كالتي توجد بالقسنطينية أو إزمير ودمشق والقاهرة (‪ .)57‬وكان الفندق‬
‫يتكون من طابقين يتم الدخول إليه عن طريق باب ضخم يسمح بمرور جمل محماً‬
‫وبالباب باب صغير ُيطلق عليه (باب بوخوخة ) ُيستخدم من قبل النزاء ثم سقيفة‬
‫وفناء للفندق تفتح عليه حجرات الطابقين ‪ ،‬و ُيستغل هذا الفناء في تخزين البضائع وفي‬
‫عمليات التعاقد التجاري والبيوع وغيرها(‪ .)58‬وكانت الفنادق تحتوي علي مقر سكن‬
‫القنصل وكنيسة ومقبرة وفرن ومكان كاتب العدل وربما يكون فيه حمام عمومي(‪.)59‬‬
‫وهناك بقايا من هذه اأحياء من طرابلس الي سبتة يمكن للباحث العثور عليها(‪.)60‬‬
‫وكانت اإقامة في الفندق تكلف التاجر غالياً فهو يقوم بتسليم أمواله لصاحب الفندق‪،‬‬

            ‫وهو يشتري له ما يريد‪ ،‬ويمكن أن يشتري له جارية إذا أراد ذلك (‪.)61‬‬

‫وقد تحدثت المصادر الجغرافية عن الفنادق التي ُوجدت في مدن المغرب اأدني‪،‬‬
‫ومن ذلك ما قاله ابن حوقل «وكانت هناك خانات وفنادق في المهدية»‪ ،‬وربما تكون‬
‫هي نفسها الفنادق التي تكلم عنها اإدريسي عند كامه عن زويله ربض المهدية التي‬

 ‫قال عنها ‪»:‬وبمدينة زويلة فنادق كثيرة «‪ ،‬وأشار ابن حوقل إلى فنادق سوسة(‪.)62‬‬
‫وتحدث البكري عن فنادق المدن في المغرب اأدنى وذكر تقريباً كل المدن‬
‫التي بها فنادق‪ ،‬فقال عن قابس ‪« :‬وكانت بها فنادق»‪ ،‬ويكون وصف ياقوت‬

                                  ‫‪- 41 -‬‬
   41   42   43   44   45   46   47   48   49   50   51