Page 45 - 2015-37
P. 45
السلع المحلية للتجار اأجانب ،إا أن مصطلح (الحلقة) يتقاطع بشكل كبير ويختلط
بمصطلح (الديوان) سابق الذكر في وثائق تلك الفترة ،بشكل ا يمكن معه فصل
ااثنين عن بعض ويجعل من الصعب أن نطلق علي المؤسستين أنهما مؤسستان
منفصلتان في عملهما عن بعض(.)49
أما الفندق فاشتق اسمه من الكلمة اليونانية )50(Pandnkeiumونقلت الي اللغة
اايطالية لتدل علي المبني الذي أسفله مخازن وأعاه حجرات نوم لسكني اأجانب .
ويشغل الفندق مكانة هامة في العمران ااقتصادي المغربي ،وهذه الفنادق كانت تقوم
بمهمة مزدوجة فوظيفتها اأولي خزن المتاجر والسلع لتوزيعها بعد ذلك بالجملة والثانية
إيواء النزاء من التجار الوافدين ،وكلما كانت المدينة عامرة بالمتاجر كلما ازداد عدد
فنادقها .وكان الفندق هبة من الدولة للتجار اأجانب كما يستشف من المعاهدات ،وكان
يحق لها أن تسترده في أي وقت تشاء وكانت هذه الفنادق تتبع إدارة الجمارك(.)51
وكانت بعض الفنادق ُتخصص في تخزين سلعه واحدة ،ويشتهر هذا الفندق
باسم السلعة التي ُتخزن فيه ،ففي عصر المعز بن باديس( 454 – 406هـ 1016 /
– 1062م) كان هناك فندقاً ُيعرف بفندق الكتان ،كان مخصصاً للكتان والمابس
البيضاء المصنوعة منه( .)52وفي أواخر القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميادي،
كانت بعض الفنادق مستودع للخمور ومركزاً لبيعها ،لذلك صدرت أوامر بهدم «فندق
الخمور» بتونس لمكافحة تجارة وشرب الخمور وبناء جامع البحر مكانه(.)53
وكانت الفنادق الموجودة في كثير من اأحيان ملك أشخاص ،فقد سئل المازري
عن شريكين في فندق توفي أحدهما ،وترك ورثة ثم توفي اآخر وترك ورثة ،وقد أدي
هذا الي وقوع نزاع بين الورثة علي الفندق ،كما كانت هناك فنادق ملك للدولة (.)54
وكانت الفنادق ًتسمي باسم مدن التجار المقيمين فيها ،فهناك فنادق ُنسبت إلى
تجار مرسيليا ،وهناك فنادق ُنسبت إلى تجار جنوة ،وما يمكن ماحظته علي الفنادق
أنها كانت متجاورة ففنادق كل من بيزة والبندقية متجاورة ،ففي مدينة تونس كان هناك
حي أو رباض كامل لفنادق التجار النصاري خارج باب البحر .لكن ا ُيسمح للتجار
باانتقال من فنادقهم الي الفنادق اأخري ويفصل بينهم بسور .وغالباً ما تكون الفنادق
في ضواحي المدن ،كما هي في الفنادق الموجودة في زويلة ضاحية المهدية(.)55
- 40 -