Page 13 - 2015-37
P. 13
عبد ه الونشريسي فاضاً فصيحاً ،فطلب منه ابن تومرت أن يكتم ما هو عليه من
العلم والفصاحة ،ويظهر العجز والغبى ففعل ذلك ،على أن يظهر فيما بعد العلم
والفصاحة مرة واحدة ،ليقوم ذلك مقام المعجزة عند الحاجة إليه( .)56وبهذه الحيلة
تخلص من آاف المعارضين له عام 519هـ1125/م فيما عرف بالتمييز(.)57
كانت مفاوضة ابن تومرت لكل من عبد المؤمن بن على ثم عبد ه الونشريسي
فيما عزم عليه تبين أن فكرة السياسي قد بدأ مع لقائه بهما وليس قبل رحلته العلمية
أو حين التقى اإمام الغزالي.
أتجه ابن تومرت إلى تلمسان وجرياً على عادته في النهي عن المنكر وجد
عروساً تزف وهي راكبة على سرج ،واللهو والمنكر أمامها فكسر الدفوف وأنزلها
من السرج(.)58
وخرج ابن تومرت من تلمسان متجهاً إلى فاس التي وصلها عام 514هـ1120/م
وفي فاس بدأ يجهر بآرائه الدينية وبدأ يدعو إلى التوحيد على أساس مذهب المعتزلة.
وجمع له والي فاس الفقهاء لمناظرته ،وتفوق ابن تومرت عليهم .ويعلل المراكشي
أسباب التفوق قائاً :أنه وجد قوماً صياماً عن جميع العلوم النظرية خا علم
الفروع»( .)59ولم يكتف بالجهر بآرائه الدينية ،بل استمر في قيامه باأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر ،فقد أمر أصحابه بتكسير الدفوف وجميع أدوات اللهو التي كانت
في فاس( ،)60وفي هذه المدينة ذاعت شهرته ،والتف حوله الطاب ليأخذوا عنه
العلم .لكل ذلك أشار الفقهاء على والي فاس بإخراجه من المدينة ،وأرسل الوالي
لعلى بن يوسف ُيخبره بأمره(.)61
وصل ابن تومرت إلى مراكش قادماً من مدينة فاس ومر في الطريق بمكناسة
وبها نهى عن بعض المناكير ،وأوقع به العامة وأوجعوه ضرباً ،لذلك غادرها بعد
أيام( )62ومنها وصل إلى مراكش التي التقى فيها بعلى بن يوسف المرابطي في
صاة الجمعة ،فواعظه وأغلظ له في القول( .)63ولقى ذات يوم أخت على بن يوسف
وقام بتوبيخها( .)64وكان يمشي في أسواق المدينة وشوارعها يأمر بالمعروف وينهى
عن المنكر وبريق الخمر يكسر اآت الطرب من غير أذن أمير المسلمين( )65إزاء
-8-