Page 14 - 2015-37
P. 14
هذه التصرفات عقد على بن يوسف مجلساً من كبار فقهائه لمناظرته ،ويذكر البيذق
أنه تفوق عليهم( )66بعلمه في العقيدة والشريعة على مذهب أهل الكام.
لما سمع مالك بن وهيب – وهو أحد فقهاء على بن يوسف المقربين الذين
شاركوا في المناظرة – آراء ابن تومرت أدرك خطورته وقال لعلي بن يوسف :هذا
رجل مفسد وإن وقع في باد المصامدة ثار علينا منه شر كبير» لذلك ابد من قتله،
لكن على بن يوسف رفض فكرة قتله( .)67كما رفض فكرة سجنه وأطلق سراحه بناء
على نصيحة وزيره ينتيان بن عمر وخرج ابن تومرت من مراكش(.)68
غادر ابن تومرت مراكش ووصل إلى أغمات وهناك جهر بآرائه السياسية
وهاجم المرابطين وقال عنهم :أنهم كفار مجسمين .وأدرك على بن يوسف أنه
أخطأ في تركه لذلك طلب من عامل أغمات القبض عليه قيل أن يخرج لكنه نجح
في الخروج منها( .)69لقد غادر ابن تومرت أغمات بعد أن نصحه فقيه من فقهاء
المصامدة اسمه عبد الحق بن إبراهيم قص عليه ابن تومرت كل ما جرى له فقال
له :هذا الموقع يقصد أغمات ا يحميك ،وأن أحصن هذه المواقع جبل تينمل(.)70
غادر ابن تومرت أغمات أنها قريبة المنال من السلطة المرابطية ،أما تينمل فيمكن
أن يجد التأييد من سكانها المصامدة باإضافة إلى منعه الجبل( .)71حين وصل إلى
تينمل أعلن حرباً ضروساً على المرابطين ،وراح يؤلب قبائل المصامدة .وهناك
بدأت حماته الفكرية على المرابطين وعقائدهم تشتد ،وبدأ يشكك الناس في عقائدهم
ويرميهم بالزيغ والمروق على الدين ،ويبين لهم أن الدعوة الصحيحة هي التي يدعو
لها( .)72هكذا أخذت دعوته شكاً سياسياً يهدف إلى اإطاحة بالمرابطين.
أدار ابن تومرت سوراً حول تينمل لزيادة منعتها .ولم استوثق من قبيلته
وأنصاره ومنعه موقعه ،جمعهم وخطب فيهم وذكر لهم أن جور اأمراء المرابطين
ظهر ،وأن اأرض أمتلئت بالفساد وأن النبي صلي ه عليه وسلم بشر بالمهدي
الذي يمأ اأرض عداً ،وأن مكان ظهوره بالمغرب اأقصى ،وزمانه آخر الزمان،
وأسمه اسم النبي ،ونسبه نسب النبي ،وهذا آخر الزمان وااسم ااسم والنسب النسب
والفعل الفعل(.)73
-9-